السؤال 4: كثيرًا ما يعظ الرعاة والشيوخ الدينيون المؤمنون بأن أي شهادة عن عودة الرب في الجسد هو وعظ كاذب. ليس لدينا الآن أية فكرة عن كيف يجب علينا أن نميز المسيح الحقيقي من المسحاء الكذبة. هل يمكنك تسليط بعض الضوء على هذا السؤال؟


 البرق الشرقي | كنيسة الله القدير | لوحات مرسومة باليد | الرب يسوع

السؤال 4: كثيرًا ما يعظ الرعاة والشيوخ الدينيون المؤمنون بأن أي شهادة عن عودة الرب في الجسد هو وعظ كاذب. ويرتكزون على آيات الكتاب المقدس التي تقول: "حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا ٱلْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُنَاكَ! فَلَا تُصَدِّقُوا. لِأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ ٱلْمُخْتَارِينَ أَيْضًا" (متى 24: 23-24). ليس لدينا الآن أية فكرة عن كيف يجب علينا أن نميز المسيح الحقيقي من المسحاء الكذبة. هل يمكنك تسليط بعض الضوء على هذا السؤال؟

الإجابة:

تنبأ الرب يسوع بالفعل بأنه سيكون هناك مسحاء كذبة وأنبياء كذبة في الأيام الأخيرة. هذه حقيقة. ولكن الرب يسوع تنبأ بوضوح أيضًا في مرات عدّة أنه سيعود. هل نؤمن بذلك حقًّا؟ عندما نتفحص نبواءت عودة الرب يسوع، يعطي العديد من الاشخاص أولوية للحذر من المسحاء الكذبة والأنبياء الكذبة. ولا يفكّرون في كيفية استقبال مجيء العريس وكيفية سماع صوته. ما القضية هنا؟ ألا تشبه هذه الحالة عدم الأكل خوفًا من الاختناق، وكأنكم بذلك تهتمّون بالأمور البسيطة وتهملون الأمور المهمّة؟ في الحقيقة، مهما حذّرنا من المسحاء الكذبة والأنبياء الكذبة، إذا لم نستقبل عودة الرب، ولم نقف أمام عرش الله، نكون مثل العذارى الجاهلات المرفوضات والمنبوذات من الله، ويكون إيماننا بالرب باطلاً! ما يهم فيما إذا كان نستطيع الترحيب بعودة الرب أم لا هو ما إذا كنا نستطيع سماع صوت الله أم لا. طالما أننا ندرك أن المسيح هو الحق والطريق والحياة، لن نواجه أي صعوبة في تمييز صوت الله. إن لم نتمكن من تمييز الحق، وركّزنا فقط على آيات الله وعجائبه، سننخدع حتمًا بالمسحاء الكذبة والأنبياء الكذبة. إن لم نبحث عن الطريق الحقيقي ونتفحصه، لن نتمكّن أبدًا من سماع صوت الله. ألا ننتظر الموت ونهلك أنفسنا؟ نحن نؤمن بكلام الرب، خراف الله تسمع صوت الله. لن ينخدع أولئك الذين يفكّرون ويتفحصون ويستطيعون سماع صوت الله بالمسحاء الكذبة والأنبياء الكذبة. لأن المسحاء الكذبة والأنبياء الكذبة لا يملكون الحق، ولا يستطيعون القيام بعمل الله. لا يجب أن نقلق بشأن هذا الأمر. نعم. وحدهم المرتبكين والذين لا يفكّرون بعقولهم يمكنهم أن ينخدعوا بالمسحاء الكذبة والأنبياء الكذبة. لن تنخدع العذارى الحكيمات من المسحاء الكذبة والأنبياء الكذبة، لأن الله يرعاهم ويحميهم. عندما خلق الله الإنسان، أعطيت العذارى الحكيمات روحًا بشرية واستطعن سماع صوت الله. وهكذا تسمع خراف الله صوته وهذه وصيّة الله. وحدهن العذارى الجاهلات يكرّسن أنفسهن للاحتراس من المسحاء الكذبة والأنبياء الكذبة، ويهملن البحث عن عودة الرب وتفحصها. إذا كنا نرغب في الترحيب بعودة الرب، وألا ننخدع بالمسحاء الكذبة والأنبياء الكذبة، علينا أن نفهم كيف يخدع المسحاء الكذبة الناس. في الحقيقة، حدّثنا الرب يسوع بالفعل عن أفعال المسحاء الكذبة والأنبياء الكذبة. قال الرب يسوع: "لِأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ ٱلْمُخْتَارِينَ أَيْضًا" (متى 24: 24). تظهر لنا كلمات الرب يسوع أنّ المسحاء الكذبة والأنبياء الكذبة يعتمدون بشكل رئيسي على فعل آيات وعجائب ليضلوا مختاري الله. بهذه الطريقة يخدع المسحاء الكذبة الناس بشكل أساسي. بالتالي، لا بدّ أن نفهم لماذا يستخدم المسحاء الكذبة الآيات والعجائب لخداع الناس. أوّلاً، لأن المسحاء الكذبة والأنبياء الكذبة مجردون تمامًا من الحق. في الطبيعة والجوهر، هم أرواح شريرة وماكرة للغاية. ولذا يتعين عليهم الاعتماد على الآيات والعجائب لخداع الناس. لو امتلك المسحاء الكذبة والأنبياء الكذبة الحق، لما استخدموا الآيات والعجائب لخداع الناس. وعلى هذا النحو، يصنع المسحاء الكذبة والأنبياء الكذبة الآيات والعجائب لأنها كلّ ما يستطيعون فعله. إذا لم نتمكّن من رؤية ذلك، سيسهل عليهم للغاية خداعنا. وحده المسيح هو الحق والطريق والحياة. فالوحيد الذي يستطيع إعلان الحق وإظهار الطريق للناس وإعطائهم الحياة هو المسيح وحده. أمّا الذين يعجزون عن إعلان الحق هم مسحاء كذبة ومزيفون بالتأكيد. هذا هو المبدأ الأساسي لمعرفة المسحاء الكذبة والأنبياء الكذبة. يتوجّب على كلّ الذين يبحثون عن الطريق الحق ويتفحصونه أن يلتزموا بهذا المبدأ ليبحثوا عن صوت الله ويتيقنوا منه. وبالتالي لن يخطئوا.

لقد كشف الله القدير بالفعل أفعال المسحاء الكذبة والأنبياء الكذبة. لنقرأ مقاطع قليلة من كلمات الله القدير. يقول الله القدير: "كان شفاء المرضى وطرد الأرواح الشريرة عمل عصر النعمة، كان أول خطوة من خطوات العمل الفدائي، والآن وبعد أن خلَّص الله الإنسان من الصليب، لم يعد ينفِّذ ذلك العمل. لو في الأيام الأخيرة ظهر "إله" مثل يسوع، شفى المرضى، وطرد الأرواح الشريرة، وصُلب من أجل الإنسان، فإن هذا "الإله"، ومع مطابقته لوصف الله في الكتاب المقدَّس وسهولة قبول الإنسان له، فلن يكون، في جوهره، الجسد الذي يلبسه روح الله، بل روح شريرة. لأن مبدأ عمل الله ألَّا يكرَّر أبدًا ما قد أكمله بالفعل" ("جوهر الجسد الذي سكنه الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"). "إذا كان يوجد، في يومنا هذا، مَنْ يكون قادرًا على إظهار الآيات والعجائب، وإخراج الشياطين وشفاء المرضى والإتيان بالعديد من المعجزات، وإذا كان هذا الشخص يدعي أنه يسوع الذي جاء، فسيكون هذا تزييفًا من الأرواح الشريرة وتقليدًا منها ليسوع. تذكر هذا! لا يكرِّر الله العمل نفسه. لقد اكتملت بالفعل مرحلة عمل يسوع، ولن يباشر الله مرحلة العمل هذه مرة أخرى أبدًا. ... وفق تصورات الإنسان، يجب على الله دائمًا أن يظهر الآيات والعجائب، ويجب دائمًا أن يشفي المرضى ويخرج الشياطين، ويجب دائمًا أن يكون شبيهًا بيسوع، غير أن الله في هذا الزمان ليس هكذا على الإطلاق. إذا كان الله، في الأيام الأخيرة، سيستمر في إظهار الآيات والعجائب ولا يزال يخرج الشياطين ويشفي المرضى – إذا فعل ما أتى به بالفعل يسوع من الأعمال نفسها – فإن الله يكون بذلك يكرِّر العمل نفسه، ولن يكون لعمل يسوع أي أهمية أو قيمة. وهكذا، ينفذ الله مرحلة واحدة من العمل في كل عصر. ما إن تكتمل كل مرحلة من العمل، حتى تقلدها الأرواح الشريرة، وبعد أن يبدأ الشيطان بأن يحذو حذو الله، يتحول الله إلى طريقة مختلفة، وما إن يكمل الله مرحلة من عمله، حتى تقلدها الأرواح الشريرة. عليكم أن تفهموا هذا" ("معرفة عمل الله اليوم" في "الكلمة يظهر في الجسد"). "لم يتوافق قط عمل الله مع تصورات الإنسان، لأن عمله جديد دائمًا ولم يكن أبدًا قديمًا، ولا يكرِّر عملاً قديمًا بل يتقدم إلى الأمام بعمل لم يقم به من قبل أبدًا" ("كيف يمكن للإنسان الذي وضع تعريفًا لله في تصوراته أن ينال إعلانات الله؟" في "الكلمة يظهر في الجسد").

تخبرنا كلمات الله القدير بوضوح أنّ الله جديد دائمًا وليس قديمًا البتة، ولا يقوم أبدًا بنفس العمل. يشبه هذا تماماً ما حدث عندما جاء يسوع للعمل: بشر بعصر النعمة، ووضع نهاية لعصر الناموس. قام بمرحلة واحدة من عمل الفداء، وأنقذ البشرية من الخطية. وأجرى بعض الآيات والعجائب لكي يكون عمله فعّالاً. في الأيام الأخيرة، جاء الله القدير وبدأ عصر الملكوت وأنهى عصر النعمة. ولكنه لا يكرّر عمل الرب يسوع. بل بناء على أساس عمل الرب يسوع الفدائي، يتمم عمل الدينونة بدءًا من بيت الله. ويعلن كل الحقائق لتطهير البشرية وتخليصها، لحلّ مصدر خطية الإنسان وشخصيّته الشيطانية، ولتخليص الإنسان تمامًا من تأثير الشيطان، لكي يكسب الله الإنسان. والمسحاء الكذبة؟ جميعهم أرواح شريرة تزيف المسيح. إنهم عاجزون عن البدء بعصر جديد وإنهاء العصر القديم. لا يستطيعون سوى تقليد الرب يسوع بصنع بعض الآيات والعجائب البسيطة ليخدعوا أصحاب العقول المشوشة وغير القادرين على التمييز. ولكنهم غير قادرين على تقليد ما فعله يسوع مثل إقامة الموتى وإطعام خمسة آلاف شخص بخمسة أرغفة وسمكتين أو انتهار الرياح والبحر. يفوق ذلك قدراتهم تمامًا. في الجوهر، المسحاء الكذبة ماكرون، وهم أرواح شريرة، ومجردون تمامًا من الحق. ولذلك يلجأون للآيات والعجائب لخداع الناس. أو يخدعون الناس ويعظونهم بتقليد نبرة كلمات الله والكلمات البسيطة التي قالها الله من قبل.

وبالنظر إلى حقيقة كيفية التمييز بين المسيح الحقيقي والمسحاء الكذبة، لنقرأ كلمات الله القدير. يقول الله القدير، "يصير الله جسدًا ويُدعى المسيح، لذلك فإن المسيح القادر أن يعطي الحق للناس اسمه الله. لا مبالغة في هذا، حيث إن للمسيح نفس جوهر الله وشخصيته وحكمته في عمله، التي هي أمور لا يمكن لإنسان أن يبلغها. لذلك فإن أولئك الذين يدعون أنفسهم مُسحاء لكنهم لا يستطيعون أن يعملوا عمل الله كاذبون. ليس المسيح صورة الله على الأرض فحسب، ولكنَّه أيضًا الجسد الخاص الذي يتّخذه الله أثناء تنفيذ عمله وإتمامه بين البشر. وهذا الجسد ليس جسدًا يمكن أن يحل محله أي إنسانٍ عادي، لكنه جسد يستطيع إنجاز عمل الله على الأرض بشكل كامل، والتعبير عن شخصية الله، وتمثيله تمثيلاً حسنًا وإمداد الإنسان بالحياة. عاجلاً أم آجلاً، سوف يسقط أولئك الذين ينتحلون شخصية المسيح، لأنهم ورغم ادعائهم بأنهم المسيح، إلا أنهم لا يملكون شيئًا من جوهر المسيح. لذلك أقول أن الإنسان لا يستطيع تحديد حقيقة المسيح، لأن الله نفسه هو الذي يقررها" ("وحده مسيح الأيام الأخيرة قادر أن يمنح الإنسان طريق الحياة الأبدية" في "الكلمة يظهر في الجسد"). نستطيع أن نفهم بوضوح من كلمات الله القدير أن المسيح هو الله المتجسّد، وهو روح الله الظاهر في الجسد. أي أن كل ما لله، بما في ذلك ما لله وماهية الله وشخصيّة الله وحكمته، تحقق جميعه في جسده. المسيح له جوهر إلهي، وهو تجسيد للحق. وهو قادر على إعلان الحق ليرعى الإنسان ويرشده دائماً في كل مكان. وحده المسيح قادر على القيام بعمل فداء البشرية وخلاصها. لا يمكن لأحد سواه تقليد ذلك أو إنكاره. في الوقت عينه، تسكن الأرواح الشريرة أغلب المسحاء الكذبة. إنهم متغطرسون وسخيفون للغاية. إنهم أرواح شريرة وشياطين في الجوهر. وعليه، مهما صنعوا من آيات وعجائب، أو مهما أساءوا تفسير الكتاب المقدس، أو تحدثوا عن معرفة عميقة ونظريات، لا يفعلون شيئًا إلا خداع الناس وأذيتهم والتسبب بهلاكهم. لا شيء ممّا يفعلونه ينير الناس. كل ما يفعلونه هو سكب المزيد من الظلمة داخل قلوب الناس، ويتركونهم بدون أي طريق، حتى يبتلعهم الشيطان تمامًا. يمكننا أن نرى أن جميع المسحاء الكذبة والأنبياء الكذبة تجسيد للشيطان، فهم شياطين أشرار جاءوا لإعاقة عمل الله وإفساده. ولذلك، بغض النظر عن عدد الاشخاص الذين يخدعونهم أو يؤذونهم أو يتسببون بهلاكهم، سيسقطون قريبًا ويهلكون من تلقاء أنفسهم، لأنهم لا يملكون الحق. إذا فهمنا حقًا حقيقة كيفية التمييز بين المسيح الحقيقي والمسحاء الكذبة، لا يمكننا أن نرفض مُطْلَقاً سماع صوت الله أو الترحيب بظهوره خوفًا من أن يخدعنا المسحاء الكذبة.

من "أسئلة وأجوبة كلاسيكية عن إنجيل الملكوت"

منذ أن بدأ الله القدير بالتعبير عن الحقائق للقيام بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة، دخل الجنس البشري بالفعل عصر الملكوت، وبدأ عصر الملكوت. لو بقي إيماننا بالله محصوراً في عصر النعمة، لكنّا تخلّفنا عن الرّكب، وُأُبعدنا جانباً بواسطة عمل الله. في الأيام الأخيرة، عندما يأتي الرب خلسة لأداء عمل الدينونة بدءاً من بيت الله، سيكون هناك حتماً الكثير من المسحاء الدجالين والأفراد المخادعين الذين سيظهرون بشكل متزامن ليتتبعوا عمل الله ويعطّلوا عمل الله. وبالتالي، عندما يظهر المسحاء الدجالون، يكون الله قد جاء بالفعل ووصل في الخفاء. ولكن كل ما في الأمر أننا لم نعلم بذلك. في هذه الفترة، ينبغي لنا أن نطلب ونتقصى بشكل حثيث عمل الله في الأيام الأخيرة، ولكن الآن لا يزال هناك العديد من الأشخاص الذين، عندما يتعلق الأمر بالمجيء الثاني للرب، يعدّون الاحتراس من المسحاء الدجالين الأمر الأكثر أهميّةّ، وليس التركيز على كيفية السهر المتواصل على مثال العذارى الحكيمات، وسماع صوت الله وعلى كيفية استقبال المجيء الثاني للرب. بدلاً من ذلك، يتمسّكون بمفاهيمهم وتصوراتهم الخاصة بهم، ويعتقدون أن جميع الشهادات عن عودة الرب يسوع من خلال التجسّد شهادات مغلوطة. أليس هؤلاء بالضبط على مثال العذارى الجاهلات اللواتي تكلّم عنهن الرب يسوع؟ أليس ذلك بمثابة دينونة للرب يسوع العائد؟ هل يؤمن أولئك الأشخاص حتّى بأن الرب يسوع سيعود؟ ألا يعد ذلك إنكاراً للمجيء الثاني للرب يسوع؟

إن نجاح الإنسان في التمييز بين المسيح الحقيقي والمسحاء الدجالين يكشف ما إذا كان يتمتّع بالحقّ أم لا، وهو الطريقة المثلى لإظهار ما إذا كان هذا الإنسان بمثابة عذراء حكيمة أو عذراء جاهلة. بعض الناس يستخدمون هذا المقطع من الكتاب المقدس كأساس ليحكموا على المسيح المتجسّد ويدينوه، ولينكروا مجيء المسيح. يثبت هؤلاء الأشخاص بذلك أنهم حمقى. من أجل التمييز بين المسيح الحقيقي والمسحاء الدجّالين، ينبغي للمرء أن يمتلك أولاً معرفة جوهر المسيح. الجميع يعلم أن الرب يسوع هو المسيح في الجسد وأن المسيح هو الله المتجسّد، أي، وبكلمات أخرى، أن الله الساكن في السماء أصبح جسداً على شكل ابن الإنسان ليعمل في وسط الناس. المسيح هو تجسّد روح الله وهو يتمتع بجوهر إلهي. إن قدرة الله وحكمته، وشخصيته، وصفاته وماهيته التي يتمتع بها روح الله تجسّدت جميعها في المسيح. المسيح هو الطريق والحق والحياة. ولذا يمكننا أن نكون واثقين أن المسيح ليس إلهاً مبهماً، ولا إلهاً خيالياً أو أسطورياً. المسيح إله حقيقي وعملي؛ ويمكن للإنسان أن يعتمد عليه ويثق به. المسيح هو الإله العملي الذي يمكن اتّباعه ومعرفته. ويشبه الأمر تماماً عيش الرب يسوع بصورة حية بين البشر، والعمل من أجل الناس وقيادتهم ورعايتهم. أما وقد عرفنا جوهر المسيح، أصبح من السهل جداً التمييز بين المسيح الحقّ والمسحاء الدجالين. دعونا نلقي نظرة على مقطع من كلمة الله القدير. يقول الله القدير، "دراسة هذا الأمر ليست بالشيء الصعب، ولكنها تتطلّب أن يُدرك كلّ منَّا هذا الحق: ذاك الذي هو الله المُتجسّد يحمل جوهر الله، وذاك الذي هو الله المُتجسّد يحمل تعبير الله. بما أنَّ الله يصير جسدًا، فسوف يُنجِز العمل الذي يجب أن يُتمِّمَهُ. وحيث إن الله يصير جسدًا، فسوف يعبِّر عن ماهيته، وسيكون قادرًا على جلب الحق للبشر، ومنحهم الحياة، وإظهار الطريق لهم. الجسد الذي لا يحتوي على جوهر الله هو بالتأكيد ليس الله المُتجسّد؛ هذا أمرٌ لا شك فيه. للتحقق ممّا إذا كان هذا جسد الله المُتجسّد، يجب على الإنسان أن يحدّد هذا من الشخصية التي يعبِّر عنها والكلمات التي يتحدَّث بها. أي أنه سواء كان جسد الله المُتجسّد أم لا، وسواء كان الطريق الحق أم لا، فيجب الحُكم على هذين الأمرين من جوهره. ومن ثمّ، من أجل تحديد[أ] إذا ما كان هذا هو جسد الله المُتجسّد، علينا أن ننتبه إلى جوهره (عمله وكلامه وشخصيته والعديد من الأمور الأخرى) بدلاً من مظهره الخارجي. إن رأى الإنسان فقط مظهر الله الخارجي، وتغاضى عن جوهره، فهذا يُظهر جهل الإنسان وسذاجته" (تمهيد في "الكلمة يظهر في الجسد").

عندما أتى الرب يسوع في عصر النعمة، قال: "أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ" (يوحنا 14: 6). الرب يسوع عبّر عن عدّة حقائق، وعبّر عن شخصية تقوم بشكل أساسي على الرحمة والرأفة، وأتمّ عمل الله بافتدائه الجنس البشري بأكمله. إن عمل الرب يسوع، وأقواله، والشخصية التي عبّر عنها تؤكّد بشكل كامل أن المسيح هو الطريق، والحق، والحياة. في الأيام الأخيرة، أتى الله القدير وقال: "كلامي هو الطريق والحق والحياة... " ("الفصل الثاني عشر" من أقوال المسيح في البدء في "الكلمة يظهر في الجسد"). لقد عبّر الله القدير عن بضعة ملايين من الكلمات وفتح السفر، معبّراً عن شخصية تقوم بشكل أساسي على البرّ، ومؤدّياً عمل الدينونة الخاص به للأيام الأخيرة. إن عمل الله القدير الخاص بدينونة الجنس البشري الفاسد وتأديبه وخلاصه يثبت مرة أخرى أن المسيح هو الطريق، والحق، والحياة. لقد تنبّأ الرب يسوع منذ وقت طويل بأنه سيعود لأداء عمل الدينونة في الأيام الأخيرة، وأنه سيقوم بذلك من خلال تجسّده على شكل ابن الإنسان، آتياً إلى عالم البشر في صورة ابن الإنسان ومخاطباً الكنائس. لقد حقق عمل الله القدير نبوءة المجيء الثاني للرب يسوع. وهو ما سمح لنا بأن نرى أنه يمكن للمسيح الحقيقي في الجسد أن يأتي للتعبير عن الحقائق وعن شخصية الله، ويمكنه أن يؤدي عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة، وأن يُخضع الإنسان، ويخلّصه، ويطهّره، كما يمكنه أن يحقق إرادة الله وأن يشهد لله. المسيح هو الطريق، والحقّ، والحياة. جميع الحقائق التي يعبّر عنها ستؤدي بالتأكيد وبشكل تام إلى إخضاع جميع أفراد الجنس البشري الفاسد، ويمكن لهذه الحقائق أن تُحضِر جميع أولئك الذين يؤمنون بالله حقاً إلى أمام عرش الله. المسيح سينجز بالتأكيد عمل الله في الأيام الأخيرة. وهذا مؤكّد.

المسحاء الدجالون هم بمثابة أرواح شريرة تنتحل شخصية المسيح. إنهم مخادعون. معظم المسحاء الدجالين مسكونون بالأرواح الشريرة. وحتى وإن كانوا غير مسكونين بالأرواح الشريرة، فهم بمثابة شياطين متكبرة جداً وغير عقلانية. ولذلك ينتحلون شخصية المسيح. إن انتحال شخصية المسيح يعدّ بمثابة ارتكاب خطيئة التجديف على الروح القدس وسيُلعَن بالتأكيد. لأن جوهر المسحاء الدجالين يقوم على الأرواح الشريرة، لا يمتلك المسحاء الدجالون أي شكل من أشكال الحق، وهم شياطين في الأساس. وبالتالي، فإن جميع ما يقوله المسحاء الدجالون يعدّ بمثابة أكاذيب ومغالطات غير قادرة على إقناع الناس. لا شيء مما يقوله أو يفعله المسحاء الدجالون يمكن أن يصمد أمام البحث والتدقيق، وأكثر من ذلك، هم لا يجرؤون على نشره عبر الإنترنت بحيث يتمكّن جميع الناس من طلبه وتقصّيه. وذلك لأن المسحاء الدجالين والأرواح الشريرة تنتمي إلى عالم الظلام والشرّ، ولا يمكنها أن تتحمّل ضوء النهار. يمكن لهؤلاء المسحاء الدجّالين فقط الاعتماد على صنع بعض الآيات والعجائب البسيطة لخداع أولئك الأفراد الحمقى والجهلة في الزوايا المظلمة في كل مكان. وبالتالي، يمكننا أن نكون متأكدين من أن أي شخص يزعم بأنه المسيح، ويتكّل مع ذلك فقط على الآيات والعجائب البسيطة لتضليل الناس، هو مسيح دجّال. جميع الحقائق التي عبّر عنها الله القدير، مسيح الأيام الأخيرة، نشرت عبر الإنترنت، ويمكن لجميع البشر الاطلاع عليها. جميع الذين يؤمنون حقاً بالله ويحبّون الحقّ يسعون بكل قواهم لطلب وتقصّي الطريق الحقّ، عائدين الواحد تلو الآخر إلى أمام عرش الله القدير لقبول دينونة كلام الله، وتطهيره، وتكميله. هذه حقيقة مسلّم بها. ما يقوله ويفعله المسحاء الدجالون مختلف تماماً عما يقوله ويفعله المسيح في الجسد. ومن السهل جداً على الأشخاص الذين يفهمون الحقّ أن يميّزوا تلك الأقوال والأفعال. بالتالي، فإن التمييز بين المسيح الحقيقي والمسحاء الدجالين بالاستناد إلى المبدأ القائل بأن المسيح هو الطريق، والحقّ، والحياة يعدّ الطريق الأكثر دقّة. الرب يسوع قال في هذا الصدد إن خراف الله تسمع صوت الله. يمكن للعذارى الحكيمات سماع صوت الله، وستكون العذارى الحكيمات قادرات على التعرّف على الحقّ في صوت العريس، واكتشاف شخصيّة الله في كلام الله، واكتشاف ما لدى الله ومن هو الله، وسيكنّ قادرات على رؤية نوايا الله، وبالتالي سيكنّ قادرات على قبول عمل الله والعودة إلى أمام عرش الله. لِم لا تستطيع العذارى الجاهلات سماع صوت العريس؟ العذارى الجاهلات هنّ جاهلات لأنهن غير قادرات على تمييز ما هو الحقّ. وهنّ لا يستطعن تمييز صوت الله ولا يعرفن سوى العمل وفقاً للقواعد. ولذا سيتمّ كشفهنّ وإقصاؤهنّ بواسطة عمل الله في الأيام الأخيرة.

من "أسئلة وأجوبة كلاسيكية عن إنجيل الملكوت"

إن الخاضعين من بيننا لعمل الله يرون جميعاً حقيقية واحدة بوضوح: الشيطان وكل أنواع الأرواح الشريرة يتعقبون كل مرحلة جديدة من عمل الله لتقليده وانتحاله من أجل خداع الناس. لقد شفى الرب يسوع المرضى وأخرج الشياطين، وكذلك شفى الشيطان والأرواح الشريرة المرضى وأخرجوا الشياطين. وهب الروح القدس نعمة التكلم بألسنة، وكذلك الأرواح الشريرة تلاعبوا بالناس ليتكلموا بما تُسمى "ألسنة" لم يستطع أحد فهمها. مع ذلك، ورغم أن الأرواح الشريرة لن تتورع عن فعل أي شيء لتشبع حاجات الإنسان، ورغم أنها ستقوم بأعمال خارقة للطبيعة لتخدع الناس، فإن الشيطان والأرواح الشريرة أبعد ما يكونون عن امتلاك الحق. لذلك سيعجزون دوماً عن أن يهبوا الحق للإنسان. وهكذا يمكنكم تمييز المسيح الحقيقي عن المسحاء الكذبة بناء على هذه النقطة.

عندما بدأ الله المتجسد عمله هذه المرة، ظل أولاً متواضعاً ومتوارياً عن الأنظار لفترة، منتظراً حتى بلغت كلماته ذروتها وخضع الناس جميعهم. وحينها فقط شهد الروح القدس للمسيح. إن المسيح لم يخبر أحدًا قط مباشرة أنه المسيح، أي أنه لم يستغل وضع أنه المسيح لكي يحاضر الآخرين. بل حافظ على تواضعه وتواريه عن الأنظار، مكرساً نفسه بالكامل لسد حاجات الناس المعيشية، والتعبير عن الحق وحل المشاكل في تحويل شخصيات الناس. إن المسيح لم يتفاخر قط، بل على العكس حافظ على تواضعه وتواريه عن الأنظار. هذا أمر لا يجاريه فيه أي من المخلوقات. لم يستغل المسيح قط وضعه ومكانته ليُخضع الناس لاتباعه. بل بالأحرى عبّر عن الحق ليدين ويوبخ ويخلص البشرية حتى يتوصل الناس إلى معرفة الله وطاعته ويُربحون من جانبه. يتضح من ذلك أن الله جدير بالإجلال حقاً. في ظل اتخاذ الروح جسداً، أتم الله عمله متواضعاً ومتوارياً عن الأنظار. لقد اختبر بنفسه كل المعاناة التي يجوزها الإنسان في العالم بدون أي تذمر. ومع كونه المسيح، لم يتفاخر قط أو يمدح نفسه، وبالتأكيد لم يكن قط مستعلياً أو حتى مظهراً لأي بر ذاتي. وإنما كان يشع بالجلال والقداسة الإلهية. ويكشف هذا عن جوهر حياته فائق الجلال وأنه النموذج الدقيق الذي تتجسد فيه المحبة. إن العمل الذي ينفذه المسحاء الكذبة والأرواح الشريرة هو على النقيض تماماً من العمل الذي ينفذه المسيح. إن الأرواح الشريرة تسارع دوماً إلى الزعم بأنها المسيح. إنها تزعم أنك لو لم تصغ إليها، لن تتمكن من دخول الملكوت. إنها تبذل كل ما في وسعها لتلفت أنظار الآخرين إليها، فهي تباهى، وتتفاخر، وتمدح نفسها، أو تقوم ببعض المعجزات لتخدع الناس. بعد أن ينخدع الناس ويقبلوها، سينتهي بهم الحال إلى الانهيار التام المفاجئ لأنهم حُرموا طويلاً من غذاء الحق. توجد أمثلة كثيرة على هذا؛ لأن المسحاء الكذبة ليسوا الحق، ولا الطريق، ولا الحياة. لذا فهم لا يملكون مساراً. وهكذا فإن من يتبعونهم، سيُذلون إن عاجلاً أو آجلاً، لكنهم لو حاولوا بعد ذلك تعديل مسارهم، سيكون الأوان قد فات. لذلك أهم شيء على الإطلاق هو الإقرار بكل يقين أن المسيح وحده هو الحق، والطريق، والحياة. المسحاء الكذبة يفتقرون بكل تأكيد إلى أي من الحق، وكذلك بالطبع الأرواح الشريرة. مهما كثرت أقوالهم أو تعددت الكتب التي يؤلفونها، لن يحتوي أي منها أبداً على حقيقة واحدة-هذا مؤكد. وحده المسيح يمكنه التعبير عن الحق. القدرة على التمييز بناء على هذه النقطة أمر جوهري تماماً. علاوة على ذلك، لم يجبر المسيح قط الناس على قبوله أو الاعتراف به. بل إن المؤمنين به ستزداد رؤيتهم للحق وضوحاً، وسيزداد الطريق أمامهم استنارة أيضاً. ويثبت هذا أن المسيح هو القادر وحده على خلاص الإنسان؛ لأن المسيح هو الحق. وليس في مقدور المسحاء الكذبة سوى التفوه بعبارات قليلة لتقليده، أو كلمات تخلط الصواب بالخطأ وتفتقر إلى أي قدر من الحق. إنها لن تجلب على الإنسان سوى الظلمة والضيق وعمل الأرواح الشريرة. إنك لن تخلص أبداً لو اتبعت المسحاء الكذبة، وإنما ستزداد فساداً من قبل الشيطان. كما ستزداد بلادة وغباء حتى تبلغ الدمار. إن أتباع المسحاء الكذبة هم أشبه برجل أعمى يركب سفينة من اللصوص-إنهم يجلبون على أنفسهم الهلاك!

من تمهيد كتاب "دراسة حالات خداع المسحاء الكذبة وأضداد المسيح"

الحواشي:

[أ] ترد في النص الأصلي "أما بالنسبة".أعطيت العذارى الحكيمات

تم عمل هذا الموقع بواسطة