الإجابة:
"البشرية الفاسدة في أَمَسِّ احتياج إلى خلاص الله الصائر جسدًا" لنقرأ مقطعًا آخر من كلمة الله القدير. يقول الله القدير،
"لأن الشيطان هو مَنْ أفسد جسد الإنسان تمامًا، ولأن قصد الله من الخلاص هو الإنسان، فلا بد أن يتخذ الله جسدًا ليخوض معركة مع الشيطان، وليرعى الإنسان رعايةً شخصية. وهذا وحده نافع لعمله" ("استعادة الحياة الطبيعية للإنسان وأخذه إلى غاية رائعة" في "الكلمة يظهر في الجسد").
"فسد جسد الإنسان بصورة عميقة إلى أبعد الحدود، وأصبح شيئًا يقاوم الله، لدرجة أنَّه يعارض وجود الله وينكره علانيةً. هذا الجسد الفاسد هو ببساطة جامح للغاية، ولا يوجد شيء أصعب من التعامل مع شخصية الجسد الفاسدة أو تغييرها. يأتى إبليس داخل جسد الإنسان ليثير التشويش، ويستخدم جسد الإنسان للتشويش على عمل الله، وتعطيل خطة الله، ومن ثمّ فقد أصبح الإنسان شيطانًا، وعدوًّا لله. لكي يَخلُص الإنسان، عليه أولًا أن يُخضَع. لهذا السبب ينهض الله لمواجهة التحدّي ويأتى في جسدٍ للقيام بالعمل الذي ينوي القيام به، ومصارعة الشيطان. إنَّ هدفه هو خلاص البشرية، التي فسدت، وهزيمة إبليس الذي تمرَّد عليه وإبادته. إنَّه يهزم إبليس من خلال عمل إخضاع الإنسان، ويُخلّص البشرية الفاسدة في نفس الوقت. وبذلك يحلّ الله مشكلتين دفعةً واحدة" ("البشرية الفاسدة في أَمَسِّ احتياج إلى خلاص الله الصائر جسدًا" في "الكلمة يظهر في الجسد").
"فسد جسد الإنسان بفعل الشيطان، وأصبح الإنسان أعمى بدرجة عميقة، وتأذَّى بشدةٍ. السبب الأساسي الذي يجعل الله يعمل شخصيًا في الجسد هو أن هدف خلاصه هو الإنسان، المخلوق من جسد، ولأن الشيطان أيضًا يستخدم جسد الإنسان للتشويش على عمل الله. في الواقع إن المعركة مع الشيطان هي عمل إخضاع الإنسان، وفي الوقت ذاته، الإنسان أيضًا هو هدف خلاص الله. بهذه الطريقة، فإن عمل الله المُتجسِّد ضروري. أفسد الشيطان جسد الإنسان، وأصبح الإنسان تجسيدًا للشيطان، وأصبح هو الهدف الذي سيهزمه الله. بهذه الطريقة، فإن عمل الدخول في معركةٍ مع الشيطان وخلاص البشرية يحدث على الأرض، ويجب على الله أن يصير إنسانًا ليقاتل الشيطان. هذا عمل ذو طابع عملي لأقصى درجة. حينما يعمل الله في الجسد، فإنَّه يقاتل الشيطان بالفعل في الجسد. حينما يعمل في الجسد، فإنَّه يقوم بعمله في العالم الروحي، ويجعل كل عمله في العالم الروحي واقعيًّا على الأرض. مَنْ يُخضَع هو الإنسان؛ الإنسان الذي يعصي الله؛ ومَنْ يُهزم هو تجسيد الشيطان (وهذا بالطبع هو أيضًا الإنسان)، الذي هو في عداوة مع الله، ومَنْ سيخلُص في النهاية هو أيضًا الإنسان. بهذه الطريقة، من الضروري لله أن يصير إنسانًا له مظهر مخلوق خارجي، لكي يكون قادرًا على مصارعة الشيطان في معركة واقعية، وإخضاع الإنسان الذي يعصاه والذي له نفس المظهر الخارجي، ويُخلِّص الإنسان الذي له نفس المظهر الخارجي وقد تأذَّى بفعل الشيطان. إن عدوه هو الإنسان، وهدف إخضاعه هو الإنسان، وهدف خلاصه هو الإنسان الذي خلقه. لذلك لابد أن يصير إنسانًا، وبهذه الطريقة، يصبح عمله أكثر سهولةً. إنَّه قادرٌ على هزيمة الشيطان وإخضاع البشرية، بالإضافة إلى أنَّه قادرٌ على تخليص البشرية" ("البشرية الفاسدة في أَمَسِّ احتياج إلى خلاص الله الصائر جسدًا" في "الكلمة يظهر في الجسد").
إستنادًا إلى كلمة الله القدير نقرّ بأنّ سبب وجوب خلاص البشرية الفاسدة على يد الله المتجسد يكمن في أنّ جسد الإنسان قد خدعه وأفسده إبليس تمامًا. البشرية جمعاء تعيش تحت إمرة إبليس، ولا يمكنهم التمييز بين الخير والشرّ، والجمال والقباحة. لا يمكنهم معرفة الفرق بين الإيجابي والسلبي. إنهم يعيشون إستنادًا إلى فلسفة إبليس، والشريعة والطبيعة، إنهم متكبّرون، ومعتدّون بأنفسهم، ومتهوّرون، وفوضويّون. إنهم يشكلون جميعًا تجسيدًا لإبليس وقد أصبحوا منحطّين يتآمرون مع إبليس لمقاومة الله، وهم لا يدركون ذلك حتى الآن. الله هو الخالق، وحده الله يعرف تمامًا الطبيعة البشريّة الحقيقيّة، ولأيّ مدى أُفسدت. والله وحده يستطيع أن يفضح ويشرّح الطبيعة الشيطانية للإنسان وشخصيّته الفاسدة، ويمكنه أن يخبر الإنسان كيف يعيش ويتصرّف كالبشر، ويمكنه أن يُخضع البشريّة، ويطهّرها، ويخلّصها تمامًا. باستثناء الله، لا يمكن لأي إنسان مخلوق النظر إلى جوهر فساد الإنسان ولا يمكنه بالتأكيد أن يعطي للإنسان الحقيقة حول كيفية تصرفه كالبشر. إذًا، إن كان الله يرغب في أن يحرّر البشرية التي تعمق فيها الفساد من مخالب إبليس وينقذهم، وبالتالي فقط إن كان تجسد الله يعبر شخصيًا عن الله وشخصيّة الله ويخبر الإنسان بكلّ الحقائق التي يجب أن يمتلكها، ويسمح بذلك للإنسان أن يفهم الحقيقة، ويعرف الله، ويرى مؤامرات إبليس الشيطانية ومغالطاته المتعددة، عندئذٍ فقط يمكن للإنسان أن يتخلّى عن إبليس ويرفضه ويعود إلى الله. كذلك، يفضح عمل تجسّد الله جميع أنواع البشر. لأنّ البشر متكبرون جميعًا ويرفضون الاستسلام. عندما تجسد الله ليعبّر عن الحقيقة، يجيب البشر دومًا بمفاهيمهم، ومقاومتهم وحتى بحربهم. هكذا، تُفضح بالكامل حقيقة مقاومة البشرية الفاسدة وخيانتها لله. ويقوم الله بدينونته للإنسان إستنادًا إلى الفساد الذي أظهروه وطبيعتهم الحقيقية. فقط بهذه الطريقة، يمكن لله أن يخضع البشرية، ويطهّرها ويبلغها الكمال بسلاسة. من خلال الدينونة عبر كلمات الله، يتمّ إخضاع الإنسان وتطهيره تدريجيًّا. عندما يُخضَع الإنسان خضوعًا تامًا، يبدأ بطاعة الله المتجسد، ويبدأ بقبول وطاعة دينونة الله وتوبيخه وباختبار عمل الله، ويصمّم على البحث عن الحقيقة ولا يتمسك بعدها بفلسفة إبليس وقواعده. عندما يعيش الله ملتزمًا بالكامل بكلمة الله، يكون الله قد هزم إبليس في نهائيًا ويصير الإنسان الفاسد غنيمة لانتصاره على إبليس. في الجوهر، يحرر الله البشرية الفاسدة من براثن إبليس. وحده عمل الله المتجسّد يمكن أن يكون له تأثير مماثل. هذه هي الضرورة المطلقة لتجسّد الله كي يخلّص البشرية، ووحده الله المتجسّد يمكنه أن يخضع البشرية ويخلّصها تمامًا. الأشخاص الذين يستخدمهم الله عاجزون عن القيام بعمل فداء البشرية وخلاصها.
يحتاج الإنسان الفاسد حقًّا إلى أن يتجسد الله من أجل إدانته وتطهيره شخصيًّا إن كان يريد نيل الخلاص. في سياق تفاعل الله المتجسّد مع الإنسان، يسمح للإنسان بأن يفهم ويعرف الله وجهًا لوجه. ولأنّ الباحثين الفعليين عن الحقيقة يقبلون دينونة وتطهير مسيح الأيام الأخيرة، هم بطبيعة الحال قادرون على طاعة الله والشعور بمحبّته قي قلوبهم وينجون تمامًا من إمرة إبليس. ألا يعتبر ذلك الطريقة الأفضل ليخلص الله البشرية ويجعلها كاملة؟ لأنّ الله صار جسدًا، حصلنا على فرصة معاينة الله وجهًا لوجه واختبار عمله الفعلي، ونلنا فرصة الحصول على زاد كلمة الله الدقيقة ورعايته والارتواء منه مباشرةً كي نبدأ بالإتكال على الله، وطاعته ومحبّته حقًّا. لو لم يصر الله جسدًا ليقوم بعمل خلاص البشرية، لا يمكن لهذا التأثير العملي أن يتحقّق. يقول الله القدير، "أفضل شيء بشأن عمل الله في الجسد هو أنَّه يمكن لله أن يترك تشجيعات وكلمات دقيقة، وإرادته الدقيقة من نحو البشرية لمن يتبعونه، لذلك يمكن لأتباعه بعد ذلك أن ينقلوا كل كلماته ومشيئته على نحو أكثر دقّة وواقعية للبشرية جمعاء لكل الذين يقبلون هذا الطريق. إنَّ عمل الله في الجسد بين البشر هو وحده الذي بالحق يتمم حقيقة وجود الله وحياته بينهم. هذا العمل وحده هو ما يشبع رغبة الإنسان في رؤية وجه الله، والشهادة عن عمل الله، وسماع كلمة الله الشخصية" ("البشرية الفاسدة في أَمَسِّ احتياج إلى خلاص الله الصائر جسدًا" في "الكلمة يظهر في الجسد"). "العمل الذي له قيمة عُظمى للإنسان الفاسد هو العمل الذي يقدم كلمات دقيقة، وأهداف واضحة للسعي وراءها، والذي يمكن أن يُرى ويُلمس. فقط العمل الواقعي والإرشاد في الوقت المناسب هما ما يناسبان أذواق الإنسان، ولا شيء سوى العمل الحقيقي يمكنه أن يخلِّص الإنسان من فساده وشخصيته المنحرفة. لا يستطيع أحد أن يحقق هذا إلَّا الله المتجسِّد؛ الله المتجسِّد وحده هو الذي يستطيع أن يخلِّص الإنسان من شخصيته الفاسدة المنحرفة السابقة" ("البشرية الفاسدة في أَمَسِّ احتياج إلى خلاص الله الصائر جسدًا" في "الكلمة يظهر في الجسد"). " فإن البشرية الفاسدة في أمس احتياج إلى خلاص الله المُتجسِّد، وأكثر احتياجًا إلى عمل الله المُتجسِّد المباشر. تحتاج البشرية إلى الله المُتجسِّد ليرعاها، ويدعمها، ويرويها، ويُطعِمها، ويدينها ويوبِّخها، وتحتاج إلى مزيد من النعمة وفداءً أعظم من قِبَل الله المتجسِّد. الله في الجسد وحده يمكنه أن يكون خليل الإنسان، وراعي الإنسان، والعون الحاضر للإنسان، وكل هذا هو ضرورة التجسُّد اليوم وفي الأزمنة الماضية" ("البشرية الفاسدة في أَمَسِّ احتياج إلى خلاص الله الصائر جسدًا" في "الكلمة يظهر في الجسد").
عندما يصبح الله جسدًا ليخلّص البشرية الفاسدة، يستطيع استخدام لغة البشر لإخبار البشرية بوضوح عن طلبات الله، ومشيئته، وشخصيّته، وكلّ ما لديه ومن هو. بهذه الطريقة، بدون وجوب السعي والبحث، يمكن للإنسان أن يفهم مشيئة الله بوضوح، ويعرف طلبات الله والطريقة التي يجدر بهم ممارستها. كذلك يمكنهم هكذا أن ينالوا فهمًا عمليًّا ومعرفةً بالله. تمامًا مثل الحال في عصر النعمة، سأل بطرس الربّ يسوع، "يَارَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟" (متى 18: 21). وأخبر يسوع بطرس بشكل مباشر: "لَا أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ" (متى 18: 22). من خلال ذلك يمكننا أن نلاحظ أنّ الربّ يسوع المتجسد أطعم البشر ودعمهم كلّما وأينما ذهب، ومنح الإنسان الزاد الأكثر عمليةً ووضوحًا. في الأيام الأخيرة، تجسّد الله القدير بين البشر، وعبّر عن الحقيقة لمعالجة وضع الإنسان الحالي، وعبّر عن شخصيّة الله وكلّ ما لديه ومن هو لدعم البشرية ومدها بالزاد، مشيرًا إلى كلّ المعلومات غير الدقيقة والمغالطات في إطار إيمان الإنسان بالله، ومخبرًا الإنسان عن مشيئة الله وطلباته، ومعطيًا البشر زاد وقوت الحياة الأكثر عملية ودقّةً. مثلاً، عندما نعيش في ثورة ومقاومة ضدّ الله من دون معرفة ذلك، تقوم كلمة الله بفضحنا وإدانتنا مباشرةً، وتسمح لنا بأن نرى، في كلمة الله، كيف أنّ طبيعتنا الشيطانية معادية لله. عندما نتبع الله من أجل ربحنا الشخصي ونكون معتدّين بأنفسنا في القيام بذلك، يفضح الله أوجه النقص لدينا ويخبرنا بالمعتقدات التي يجدر بنا أن نتمسك بها كأتباع الله. عندما نخطئ في فهم الله في اختبارنا للدينونة، تذكّرنا كلمة الله بالنيات الحسنة التي يخلّصنا بها الله ويدين البشريّة، مسويّةً مسألة سوء فهمنا لله، إلخ. جميع المختارين من الله اختبروا بعمق كيف يقوم الله المتجسّد بمساعدتنا ومدنا بالزاد باستمرار حتى لا نحتاج إلى السعي والبحث. كل ما نحتاج إلى القيام به هو القراءة أكثر في كلمة الله القدير لكسب القوت والماء الأكثر عملية. من خلال الكلمة التي يعبّر عنها الله، نكتسب بعض التفهم الحقيقي لمشيئة الله، وشخصيّته وكلّ ما لديه ومن هو ومن خلال هذا الفهم، توصّلنا إلى معرفة كيفية الاستمرار بما يجعلنا نحيا حياة حقيقية ونتعلّم كيفيّة اكتشاف مؤامرات إبليس الخسيسة، ونشهد بوضوح كيف أفسدنا إبليس حتى العمق، وبينما نقوم بذلك، وننزع ببطء خطيئتنا وتأثير إبليس المظلم. نتيجةً لذلك، يتبدل ترتيب حياتنا ونسلك الدرب الصحيح، ونحيا واقع الحقيقة. لقد جعل تجسّد الله كلّ ذلك ممكنًا.
تجسّد الله ليقوم بالعمل ويعبّر عن كلمته، سامحًا للإنسان أن يبلغ زاد وقوت الحياة الأكثر عملية. رغم أن الإنسان لديه العديد من التصورات حول عمل الله المتجسّد الخاصّ بالدينونة، جلب الله للإنسان طريق الحياة والخلاص الأبدي، فصار الإنسان متكلاً عليه! لنقرأ مقطعًا آخر من كلمة الله القدير.
يقول الله القدير، "لا توجد وسيلة لتخيل العمل الذي قام به في الجسد أو قياسه، لأن جسده لا يشبه جسد أي إنسان جسداني؛ ومع أن مظهره الخارجي مطابق، إلَّا أن جوهره ليس كذلك. يثير جسده العديد من التصوّرات بين البشر عن الله، ولكن جسده يمكن أيضًا أن يسمح للإنسان باكتساب الكثير من المعرفة، ويمكنه أيضًا أن يُخضع أي إنسان يملك مظهرًا خارجيًّا مشابهًا. لأنه ليس مجرَّد إنسان، بل هو الله بمظهر إنسان خارجي، ولا يمكن لأحد أن يدركه أو يفهمه فهمًا كاملًا" ("البشرية الفاسدة في أَمَسِّ احتياج إلى خلاص الله الصائر جسدًا" في "الكلمة يظهر في الجسد").
"بسبب عمل الله المتجسِّد يصير الله جسدًا له شكل ملموس، يمكن للإنسان أن يراه ويلمسه. إنَّه ليس روحًا بلا هيئة، بل جسد يمكن للإنسان أن يتواصل معه ويراه. مع ذلك، معظم الآلهة التي يؤمن بها الناس هي آلهة ليس لها جسد ولا هيئة، وهي أيضًا بلا شكل. بهذه الطريقة، صار الله المتجسِّد عدوًّا لمعظم المؤمنين بالله، والذين لا يستطيعون قبول حقيقة تجسُّد الله أصبحوا، بالمثل، خصومًا لله. ... ومع أن معظم الناس قد أصبحوا أعداء الله بسبب هذا الجسد، فإنه حين يُنهي عمله، لن يكف أولئك الذين كانوا يعادونه عن أن يصبحوا أعدائه فحسب، بل على العكس سيصبحون شهودًا له. سيصيرون الشهود الذين أخضعهم؛ شهودٌ متوافقون معه ولا ينفصلون عنه. سيعطي الإنسان أن يعرف أهمية عمله في الجسد من أجل البشر، وسيعرف الإنسان أهمية هذا الجسد لمعنى الوجود الإنساني، ويعرف القيمة الحقيقية لنمو حياته، إضافة إلى أنه سيعرف أن هذا الجسد سيصبح ينبوع حياة لا يطيق الإنسان الانفصال عنه" ("البشرية الفاسدة في أَمَسِّ احتياج إلى خلاص الله الصائر جسدًا" في "الكلمة يظهر في الجسد").
رغم أنّ الله اتخذ صورة ابن إنسان عاديّ في تجسّده في الأيام الأخيرة لمنح البشرية الخلاص والكمال، رغم عدم صنعه لآياتٍ وعجائب، وعدم تمتّعه بصفات فائقة للطبيعة أو قامة رفيعة ومع كونه الهدف لتصورات البشر، وإنكارهم، ومقاومتهم، ورفضهم، منحت الحقيقة التي يعبّر عنها المسيح وعمل الدينونة الذي يقوم به زاد كلمة الله للإنسان، وسمحت له ببلوغ الحقيقة ومشاهدة ظهور الله. مع أننا لم نرى الله في شخصه الحقيقي، رأينا شخصيّته المتأصلة، وجوهره المقدّس، ويطابق هذا تمامًا رؤيتنا لشخصه الحقيقي. رأينا الله يعيش بيننا فعلاً وحقًا. نشعر فعلاً أننا خُطفنا إلى أمام العرش، واختبرنا عمل الله وجهًا لوجه، وتمتّعنا بزاد ماء الحياة الحي المتدفق من العرش. بعد أن اختبرنا عمل الله الخاصّ بالدينونة في الأيام الأخيرة، توصّلنا تدريجيًّا إلى الاعتراف بالنيات المخلصة التي يخلّص الله بها البشرية، ورأينا أنّ الثمن الذي يدفعه الله والعذابات التي يتحمّلها ليخلّص البشرية عظيمة حقًّا. كلّ ما يفعله الله من أجلنا هو تعبير عن حبّه ويهدف إلى خلاصنا. نحتقر أنفسنا لتمرّدنا وغباوتنا في السابق ونبدأ بأن نحبّ الله ونطيعه حقًّا. بعد أن اختبرنا عمل الله حتى الآن، أدركنا أنّ التغييرات التي نراها في أنفسنا هي بالكامل نتيجةً لخلاص تجسّد الله! مسيح الأيام الأخيرة هو الخلاص الأعظم للبشرية الفاسدة. إنّه الدرب الوحيد نحو معرفة الله ونيل إشادة الله! لنقرأ مقطعًا آخر من كلمة الله القدير.
يقول الله القدير، "في هذه المرة يأتي الله ليقوم بعمل ليس في جسد روحاني، بل في جسد عادي جدًا، وليس هو جسد التجسد الثاني لله فحسب، بل هو أيضًا الجسد الذي يعود به الله، فهو جسد عادي جدًا، لا يمكنك أن ترى فيه أي شيء يختلف عن الآخرين، ولكن يمكنك أن تتلقى منه الحقائق التي لم تكن قد سمعتها من قبل على الإطلاق. وهذا الجسد الضئيل هو تجسيد لجميع كلام الحق الذي من الله، والذي يتولى عمل الله في الأيام الأخيرة، وهو تعبير عن شخصية الله كلها للإنسان لكي يصل إلى معرفته. ألم تساورك الرغبة كثيرًا في أن ترى الله الذي في السماء؟ ألم ترغب كثيرًا في أن تفهم الله الذي في السماء؟ ألم تكن ترغب كثيرًا في أن ترى غاية البشرية؟ سوف يخبرك هو عن كل هذه الأسرار التي لم يستطع إنسان أن يخبرك عنها، بل إنه حتى سيخبرك بالحقائق التي لا تفهمها. إنه بابك للدخول إلى الملكوت، ودليلك إلى العصر الجديد. ... يتمثل عمل الله في الأيام الأخيرة في أن يسمح للإنسان بأن يرى الإله الذي في السماء يعيش بين الناس على وجه الأرض، ويمكّن الإنسان من معرفة الله وطاعته واتقائه ومحبته. وهذا ما جعله يعود إلى الجسد مرة أخرى. ومع أن ما يراه الإنسان اليوم هو إله يشبه الإنسان، إله له أنف وعينان، وإله عادي، فسوف يريكم الله في النهاية أنه بدون وجود هذا الرجل ستتعرض السماء والأرض لتغير هائل، وبدون هذا الإنسان سوف تصبح السماء معتمة وتغدو الأرض في حالة فوضى، ويعيش البشر جميعًا في مجاعة وأوبئة. وسوف يريكم أنكم لولا الخلاص بالله المتجسّد في الأيام الأخيرة لأهلك الله الناس جميعًا في جهنم منذ أمد طويل، ولولا وجود هذا الجسد لكنتم إذًا وإلى الأبد أوائل الخُطاة وجثثًا على الدوام. عليكم أن تعلموا أنه لولا وجود هذا الجسد لواجهت البشرية كلها كارثة حتمية، ولوجدتم أنه من الصعب النجاة من عقاب الله الأشد للناس في الأيام الأخيرة. لولا ميلاد هذا الجسد العادي لكنتم جميعًا في حال لا تحظون فيها بالحياة ولا بالموت مهما طلبتموهما، ولولا وجود هذا الجسد لما كنتم قادرين في هذا اليوم على تلقي الحقيقة والمثول أمام عرش الله، بل لعاقبكم الله بسبب خطاياكم الفظيعة. هل تعلمون؟ لولا عودة الله إلى الجسد، لما أتيحت لأحد فرصة للخلاص، ولولا مجيء هذا الجسد، لأنهى الله هذا العصر القديم. وعليه، فهل ما زال بإمكانكم رفض التجسد الثاني لله؟ وما دمتم تستفيدون كثيرًا من هذا الإنسان العادي، فلماذا إذًا لا تسارعون إلى قبوله؟" ("هل تعلم؟ لقد صنع الله أمرًا عظيمًا بين الناس" في "الكلمة يظهر في الجسد").
"وكل ما هو لديكم في هذا اليوم هو بسبب هذا الجسد، وما أتيحت لكم الفرصة للعيش إلا لأن الله يعيش في الجسد. وكل هذه البركات التي نلتموها هي بسبب هذا الإنسان العادي. ليس هذا فحسب، بل إن كل أمة في نهاية المطاف ستعبد هذا الإنسان العادي، كما تقدم الشكر لهذا الرجل العادي وتطيعه. وبما أنه هو الذي جاء بالطريق والحق والحياة لتخليص البشر جميعًا، ويحل الصراع بين الله والإنسان، ويقرّب بينهما، وينقل الأفكار فيما بينهما. وهو أيضًا الذي مجّد الله بمزيد من المجد. أليس رجل عادي كهذا جديرًا بأن تثق به وتعبده؟ ألا يصلح جسد عادي مثل هذا أن يُدعى المسيح؟ ألا يستطيع هذا الرجل العادي أن يكون تعبيرًا عن الله بين الناس؟ أليس هذا الرجل الذي يساعد البشر على الخلاص من الضيقة جديرًا بحبكم وبأن تتمسكوا به؟ فإذا رفضتم مَنْ نطق بالحق من فمه وكرهتم وجوده بينكم، فماذا سيكون مصيركم؟" ("هل تعلم؟ لقد صنع الله أمرًا عظيمًا بين الناس" في "الكلمة يظهر في الجسد").
"لولا عمل يسوع لما نزلت البشرية من على الصليب، ولكن لولا التجسُّد في هذا اليوم لما زكّى الله أولئك الذين نزلوا من على الصليب أو لما دخلوا في العصر الجديد. ولولا قدوم هذا الرجل العادي لما أتيحت لكم الفرصة إذًا، ولما كنتم أهلاً لرؤية الوجه الحقيقي لله؛ لأنه كان ينبغي أن تتعرضوا جميعًا للهلاك منذ أمد بعيد. لقد غفر الله لكم وأظهر لكم رحمته بسبب مجيء التجسد الثاني لله. وبغض النظر عن هذا، فإن الكلمات التي يجب أن أودعكم بها في النهاية هي ما يلي: هذا الرجل العادي – الذي هو الله المتجسّد – ذو أهمية حيوية لكم. هذا هو الأمر العظيم الذي صنعه الله بالفعل بين الناس" ("هل تعلم؟ لقد صنع الله أمرًا عظيمًا بين الناس" في "الكلمة يظهر في الجسد").
من "أسئلة وأجوبة كلاسيكية عن إنجيل الملكوت"
ذات صلة:
اقوال السيد المسيح - البشرية الفاسدة في أَمَسِّ احتياج إلى خلاص الله الصائر جسدًا - الجزء الأول - إنجيل اليوم
ان يسوع هو هو امس واليوم والى الدهور وعندما تعود الى صفاء ايمانك سوف تنظر بعينين جديدتين الى الله والبشر وحوادث الحياة سوف تكتشف سمو الحب وعظمة التضحية وسعادة وعطاء الذات سوف تعود الى قياس كل شئ بميزان الله فتنظر الى نهر الحياة النابع من الله الذي يصب فيه وسوف تتألق فكرتك في التجسد والفداء والخلاص ببريق الهي جديد.