27 Feb
التمييز بين عمل الروح القدس وعمل الأرواح الشريرة

التمييز بين عمل الروح القدس وعمل الأرواح الشريرة

كلمات الله المتعلقة:

الله لا يكرر عمله، ولا يقوم بعمل غير واقعي، ولا يطلب شروطًا مفرطة من الإنسان، ولا يقوم بعمل يتخطى الحس البشري. كل ما يفعله الله داخل نطاق الحس العادي للإنسان، ولا يتخطى حس البشرية العادية، وعمله يكون وفقًا لمتطلبات الإنسان العادي. إن كان هو عمل الروح القدس، يصير الإنسان عاديًا بدرجة أكبر، وتصبح بشريته عادية بدرجة أكبر. يحصل الإنسان على معرفة متزايدة عن شخصيته الشيطانية الفاسدة، وجوهر الإنسان، ويكون لديه اشتياق أكبر إلى الحق. أي إن حياة الإنسان تنمو أكثر فأكثر، وتصبح الشخصية الفاسدة للإنسان قادرة على اكتساب المزيد من التغير تدريجيًا، وكل هذا يعني أن الله يصبح حياة الإنسان. إن وجد طريق يعجز عن كشف هذه الأمور التي تمثل جوهر الإنسان، ويعجز عن تغيير شخصية الإنسان، ويعجز أيضًا عن الإتيان به أمام الله أو إعطائه فهمًا صحيحًا عن الله، بل ويقلّل من بشريته ويجعل حسه غير طبيعي، فمن المؤكد أن هذا الطريق ليس الطريق الحق، وربما يكون عمل روح شرير أو طريق قديم. باختصار لا يمكن أن يكون هو عمل الروح القدس الحالي.

من "مَنْ يعرفون الله وعمله هم وحدهم مَنْ يستطيعون إرضاءه‎" في "الكلمة يظهر في الجسد"


يجب أن تفهم الأشياء التي تنشأ من الله والأشياء التي تنشأ من الشيطان. فالأشياء التي تنشأ من الله تمنحك وضوحًا أكبر في الرؤى، وتقربك من الله أكثر فأكثر، مما يجعلك تشارك المحبة مع الإخوة والأخوات مشاركةً جادةً؛ حيث تقدر على إظهار التفهم لحِمْل الله، ولا يخمد قلبك المُحِب لله؛ وأمامك طريق للمضي قدمًا. تجعلك الأشياء التي تنشأ من الشيطان تخسر الرؤى ويذهب كل ما كان لديك أدراج الرياح، وتصير غريبًا عن الله، لا تحمل أي محبة للإخوة والأخوات وتحمل قلبًا مفعمًا بالكره. تصير يائسًا، فلا تعود ترغب في عيش الحياة الكنسية، وتخسر قلبك المُحِب لله. هذا هو عمل الشيطان وهو أيضًا العاقبة الناجمة عن عمل الأرواح الشريرة.

من "الفصل الثاني والعشرون" من أقوال المسيح في البدء في "الكلمة يظهر في الجسد"

البرق الشرقي | كنيسة الله القدير | صورة عن حياة الكنيسة

يُعَد عمل الروح القدس شكلاً من أشكال الإرشاد الاستباقي والاستنارة الإيجابية، فهو لا يسمح للناس بأن تكون سلبية، ويواسيهم ويمنحهم الإيمان والعزيمة ويمكَّنهم من متابعة مسيرة تحقيق الكمال من قبل الله. عندما يعمل الروح القدس، يكون الناس قادرين على الدخول بفاعلية، وبذلك لا يكونوا سلبيين أو مُجبرين بل مبادِرين؛ وعندما يعمل الروح القدس، يصبح الناس مسرورين ومتحمسين، ويكونون مستعدين لتقديم الطاعة وراضين بتذليل ذواتهم، ورغم كونهم متألمين وضعاف من الداخل، إلا أنهم يكونوا عازمين على التعاون راضين في ألمهم وقادرين على الإطاعة وغير مشوبين بإرادةٍ بشرية أو بفكرٍ بشري، وبالتأكيد غير مشوبين برغبات أو دوافع بشرية. عندما يختبر الناس عمل الروح القدس، يتمتعون بقداسة داخلية خاصة. إن أولئك الذين يسيطر عليهم عمل الروح القدس يحيون محبة الله ومحبة أخوتهم وأخواتهم ويسرون بالأشياء التي تسر الله ويكرهون الأشياء التي يكرها الله. إن أولئك الذين تأثروا بعمل الروح القدس يحظون بإنسانية طبيعية، وينشدون الحق باستمرار وتتملكهم الإنسانية. عندما يعمل الروح القدس داخل الناس، تصبح أحوالهم أفضل وأفضل، وتصبح إنسانيتهم طبيعية أكثر فأكثر، ورغم أن قدرًا من تعاونهم قد يتسم بالتهور، إلا أن دوافعهم سليمة ومدخلهم إيجابي ولا يحاولون المقاطعة ولا يكنون في داخلهم أي ضغينة. إن عمل الروح القدس طبيعي وحقيقي، فالروح القدس يعمل في الإنسان وفقًا لقواعد حياة الإنسان الطبيعية، ويجعل الناس مستنيرين ويرشدهم وفقًا للسعي الفعلي للناس العاديين. عندما يعمل الروح القدس في الناس، فإنه يرشدهم وينيرهم وفقًا لاحتياجات الناس العاديين، ويكفيهم وفقًا لاحتياجاتهم، ويرشدهم وينيرهم وفقًا لما يفتقرون إليه ووفقًا لنقائصهم. عندما يعمل الروح القدس، فإن هذا العمل يكون منسجمًا مع قواعد الحياة الطبيعية للإنسان، ولا تستطيع الناس أن ترى عمل الروح القدس إلا في الحياة الواقعية. إذا كان الناس في حياتهم اليومية في حالة إيجابية ويعيشون حياة روحية طبيعية، فإنهم بذلك يخضعون لعمل الروح القدس؛ وفي هذه الحالة، عندما يأكلون ويشربون كلام الله يكون لديهم إيمان، وعندما يُصلُّون يكونون مُلهمين، وعندما يحدث لهم شيء لا يكونون سلبيين، ويستطيعون أثناء حدوثه أن يروا الدروس التي يريدهم الله أن يتعلموها، ولا يكونون سلبيين أو ضعفاء، ورغم المصاعب الحقيقية التي تواجههم، يكونون راغبين في إطاعة كل ترتيبات الله.

ما الآثار التي يحققها عمل الروح القدس؟ ربما تكون أحمق، وقد لا تمتلك التمييز، لكن ليس على الروح القدس إلا أن يعمل حتى يكون في داخلك إيمان وتشعر دائمًا أنه ليس بوسعك أن تحب الله كما ينبغي وتكون مستعدًا للتعاون بل ومستعدًا للتعاون مهما كان عِظَم الصعوبات التي تواجهها. سوف تحدث لك أشياء، ولن يتبين ما إذا كانت من الله أم الشيطان، لكنك سوف تكون قادرًا على الانتظار، ولن تكون سلبيًا أو غير مبالٍ. هذا هو العمل الطبيعي للروح القدس؛ وعندما يعمل الروح القدس داخل الناس، يظل الناس يصادفون صعوباتٍ حقيقية، ويبكون أحيانًا، وأحيانًا تكون هناك أشياء ليس بوسعهم أن يتغلبوا عليها، لكن هذا كله هو مرحلة من العمل العادي للروح القدس. رغم أنهم لا يتغلبون على تلك الأشياء، ورغم أنهم -في ذلك الوقت- يكونوا ضعفاء ويشتكون، لكنهم يظلون قادرين بعد ذلك على أن يحبوا الله بإيمانٍ مطلق. لا تستطيع سلبيتهم أن تمنعهم من الحصول على خبرات طبيعية، ويظلون قادرين على أن يحبوا الله بغض النظر عما يقوله الناس الآخرون وكيفية مهاجمتهم لهم. إنهم يشعرون دائمًا أثناء الصلاة أنهم لطالما كانوا يدينون بالكثير لله، ويعقدون العزم على إرضائه ويتجاهلون الجسد عندما يواجهون تلك الأشياء مرة أخرى. تُظهِرُ هذه القوة وجود عمل الروح القدس داخلهم، وهذه هي الحالة الطبيعية لعمل الروح القدس.

ما العمل الذي من الشيطان؟ في العمل الذي من الشيطان، تكون الرؤى في الناس غير واضحة ونظرية، ولا يملكون إنسانية طبيعية، وتكون الدوافع من وراء أفعالهم خاطئة، ورغم أنهم يرغبون في محبة الله، توجد في داخلهم دائمًا اتهامات، وهذه الاتهامات والظنون تحتدم في داخلهم دائمًا وتعيق تطور حياتهم، وتمنعهم من أن يكونوا في ظروف طبيعية أمام الله. هذا يعني أنه حالما يوجد عمل الشيطان داخل الناس، لا تستطيع قلوبهم أن تكون في سلام أمام الله، ولا يعرفون ماذا يفعلون بأنفسهم، ويجعلهم منظر الاجتماع يرغبون في الفرار، ويتعذر عليهم إغماض أعينهم عندما يصلي غيرهم. إن عمل الأرواح الشريرة يدمر العلاقة الطبيعية بين الإنسان والله، ويزعج الرؤى السابقة للناس أو طريقهم السابق للدخول في الحياة ولا يستطيعون مطلقًا في قلوبهم أن يقتربوا من الله، ودائمًا ما تحدث أشياء تسبب لهم تشويش وتقيدهم، ولا تستطيع قلوبهم أن تجد سلامًا، فلا تبقى قوة في حبهم لله، وتجعل أرواحهم تُبتَلَع إلى أسفل. تلك هي مظاهر عمل الشيطان. يظهر عمل الشيطان على النحو التالي: عدم القدرة على التمسك بمواقفك والتمسك بالشهادة، يجعلك مذنبا أمام الله وغير مخلص نحوه، وبمجرد تدخل الشيطان، تفقد الحب والإخلاص نحو الله داخلك، وتتجرد من العلاقة الطبيعية مع الله، ولا تنشد الحق أو تحسن من ذاتك، وتنتكس وتصبح سلبيًا، وتسرف على نفسك، وتطلق العنان لنشر الإثم، ولا تكره الإثم، وكذلك يجعلك تَدخُّل الشيطان منحلاً، ويتسبب في اختفاء أثر الله من داخلك، ويجعلك تشتكي من الله وتقاومه، فيصل بك إلى الشك في الله، بل وحتى احتمال أن تتركه. كل هذا من عمل الشيطان.

من "عمل الروح القدس وعمل الشيطان" في "الكلمة يظهر في الجسد"

يعمل الله بطريقةٍ لطيفة مملوءة بالحب والرقة والعناية، أي بطريقةٍ معتدلة وملائمة على نحو خاصّ. لا تجعلك طريقته تشعر بمشاعر حادة مثل أن تقول: "ينبغي أن يسمح لي الله بعمل هذا" أو "ينبغي أن يسمح لي الله بعمل ذلك". لا يعطيك الله أبدًا مثل هذا النوع من العقليّة الحادّة أو المشاعر الحادّة التي تجعل الأشياء لا تُطاق. أليس هذا صحيحًا؟ حتّى عندما تقبل كلمات دينونة الله وتوبيخه، كيف تشعر بعد ذلك؟ عندما تشعر بسلطان الله وبقوّته، كيف تشعر بعد ذلك؟ هل تشعر أن الله كائنٌ سماويّ لا يمكن انتهاك خصوصيّته؟ (نعم). هل تشعر بأنك بعيدٌ عن الله في هذه الأوقات؟ هل تشعر بالذعر من الله؟ كلا، ولكنك بدلاً من ذلك تشعر بالمخافة الخاشعة من الله. ألا يشعر الناس بجميع هذه الأشياء بسبب عمل الله؟ ...

... يعمل الله على الإنسان والإنسان موضع اعتزازٍ في كلٍّ من موقف الله وقلبه. وعلى العكس، هل يعتزّ الشيطان بالإنسان؟ إنه لا يعتزّ بالإنسان. وكلّ ما يُفكِّر فيه هو إيذاء الإنسان. أليس ذلك صحيحًا؟ عندما يُفكِّر في إيذاء الإنسان، هل يفعل ذلك في حالةٍ ذهنيّة مُلحّة؟ (نعم). ولذلك عندما يتعلّق الأمر بعمل الشيطان على الإنسان، لديَّ عبارتان يمكنهما وصف طبيعة الشيطان الخبيثة الشرّيرة بوضوحٍ، ويمكنهما السماح لكم حقًّا بمعرفة بُغض الشيطان: ففي طريقة اقتراب الشيطان من الإنسان يريد دائمًا أن يحتلّه ويتملّكه بالقوّة، كلّ إنسانٍ، حتّى يتمكّن من الوصول إلى الهدف وهو السيطرة التامّة على الإنسان وإيذائه كي يُحقِّق هذا الهدف والطموح الجامح. ماذا يعني "الاحتلال بالقوّة"؟ هل يحدث بموافقتك أم بدون موافقتك؟ هل يحدث بعلمك أم بدون علمك؟ إنه بدون علمك تمامًا! في المواقف التي لا تكون فيها واعيًا، ربّما عندما لا يكون قد قال أيّ شيءٍ أو ربّما عندما لا يكون قد فعل أيّ شيءٍ، عندما لا توجد فرضيّةٌ ولا يوجد سياقٌ فإنه يكون حولك محيطًا بك. يبحث عن فرصةٍ لاستغلالها، ثم يحتلّك بالقوّة ويتملّكك مُحقِّقًا هدفه المُتمثِّل في التحكّم الكامل فيك وإيذائك. وهذه هي النيّة والسلوك الأكثر شيوعًا في حرب الشيطان ضدّ الله من أجل الإنسان.

من "الله ذاته، الفريد (د)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

يقول البعض إن الروح القدس يعمل فيهم دائمًا، لكنَّ هذا مستحيل. لو أنهم قالوا إن الروح القدس موجود معهم دائمًا، لكان ذلك واقعيًا، ولو أنهم قالوا إن تفكيرهم وشعورهم سويان دائمًا، لكان ذلك أيضًا واقعيًا، ولأظهر ذلك أن الروح القدس معهم. إذا قلتَ إن الروح القدس يعمل دائمًا داخلك، وأنك تُستنار من الله ويلمسك الروح القدس في كل لحظة، وأنك تكتسب معارف جديدة في كل أوان، فإن هذا ليس سويًا. هذا فائق للطبيعة جدًا! أولئك الناس -بلا أدنى شك- أرواح شريرة! حتى عندما يدخل روح الله في الجسد، فسوف تأتي أوقات لا بد له من أن يرتاح ويأكل فيها، ناهيك عنك أنت ذاتك. يبدو أولئك الذين تلبستهم أرواح شريرة متحررين من ضعف الجسد؛ فبوسعهم أن يتخلوا عن أي شيء وأن يهجروا كل الأشياء. إنهم لا يخضعون لتأثير المشاعر، وهم قادرون على تحمل العذاب، ولا يشعرون بأدنى تعب، وكأنهم قد سموا فوق الجسد. أليست هذه أشياء تفوق الطبيعة؟ إن عمل الروح الشرير يفوق الطبيعة، ولا يستطيع إنسان أن يبلغ هذه الأشياء. يُصاب الذين لا يستطيعون التمييز بالحسد عندما يرون أولئك الناس، ويظنون أن إيمانهم بالله قوي جدًا وحسن جدًا وأنهم لا يضعفون مطلقًا، غير عالمين أن هذا في الواقع إنما يجسد عمل الروح الشرير؛ ذلك أن الناس أصحاب الحالة السوية حتمًا لديهم نقاط ضعف بشرية، وهذه هي الحالة السوية لأولئك الذين حصلوا على وجود الروح القدس.

من "الممارسة (4)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

مقتطفات من عظات ومشاركات للرجوع إليها:

إن العمل الرئيسي للروح القدس هو الاستنارة والإضاءة، مما يتيح للمرء فهم كلمات الله، والتعمُّق في كلمات الله؛ أي أنَّه يهدف إلى إرشاد الناس إلى فهم الحق والتعمّق في الحق، مما يمنح الناس الاستنارة والإضاءة وسط كلّ أنواع التجارب والبيئات، ويتيح لهم فهم مشيئة الله. وبطبيعة الحال، من خلال أشخاص مختلفين وأمور وأشياء شتّى، يكشف الروح القدس أيضًا الناس ويهذِّبهم ويؤدِّبهم ويعاقبهم، وكل ذلك بهدف توصيلهم إلى الخلاص. يسود الروح القدس على الجميع، مُرتبًا جميع أنواع المواقف من أجل تغيير الناس ومكمِّلًا إياهم. في عمل الله الخلاصيّ، يتعلَّق عمل الروح القدس بلا استثناء بالخلاص مع أنَّه مُتعدِّد الوجوه. وبالرغم من أنَّ عمل الروح القدس خفيّ ولا يبدو على الإطلاق خارقًا للطبيعة بصورة ظاهريَّة، إلّا أنَّ أولئك الذين لديهم خبرة يدركونه بوضوحٍ في قلوبهم. وعلى العكس تمامًا، فإن عمل الأرواح الشريرة يتعلَّق بعالم آخر غير الواقع بصورة عجيبة، فهو مرئي، ويمكن الإحساس به، وهو غير طبيعي للغاية. ومن أفعال الأرواح الشريرة، يمكن إدراك أنَّ الأرواح الشريرة تحب بصورة خاصة أن تكشف نفسها، فهي شريرة إلى أبعد حدٍ، دون وجود أدنى أثر للحق. لا تتغيَّر الشخصية الفاسدة للأرواح الشريرة على الإطلاق، بغض النظر عن عدد السنوات التي تعمل خلالها في شخصٍ ما. بل تصير بالأحرى أقل طبيعية تدريجيًا، حتى أنَّها تفقد العقلانيَّة البشرية الطبيعية. وهذه هي نتيجة عمل الأرواح الشريرة. هذه هي الطريقة التي يفسد بها الشيطان وكل أنواع الأرواح الشريرة الناس، ويكبِّلون بها الناس، ويخدعون بها الناس. في النهاية، يصير الناس أشباحًا، ويملك الشيطان أولئك الناس الذين خدعتهم الأرواح الشريرة ويُلتهمون. إن عمل الروح القدس هو كل ما يختصّ بخلاص البشريَّة، وكلَّما زاد عمل الروح القدس لدى شخصٍ ما، تصير قدرته أكبر على فهم الحق؛ وتصير إنسانيته طبيعية أكثر فأكثر، ويصير إنسانًا أكثر فأكثر. وفي النهاية سينال خلاص الله، صائرًا شخصًا يقتني الحق والإنسانية الكاملة. إن الفروق الرئيسية بين عمل الروح القدس والأرواح الشريرة هي: لا يمكن للأرواح الشريرة إلَّا أن تفسد الناس، وتكبِّل الناس، وتحوّلهم في النهاية إلى أشباح؛ أمَّا عمل الروح القدس فيطهر الفاسد بالخلاص، ويمنحه الحق والإنسانية الكاملة. يمكن لعمل الروح القدس أن يصنع أُناسًا مقدَّسين حقيقيين من أولئك الذين أفسدهم الشيطان وعُدّوا من بين الأرواح النجسة، ويمكن للمرء أن يقول ببساطة إن هذا العمل يأخذ أولئك الذين أفسدهم الشيطان وحوَّلهم إلى شياطين، ويجعلهم بشر من جديد. هذا هو الفرق بين عمل الروح القدس وعمل الأرواح الشريرة.

من "الشركة من العُلا"

تتجلَّى على وجه الخصوص الفروق الواضحة بين الأعمال المختلفة للأرواح الشريرة وعمل الروح القدس في النواحي التالية: يختار الروح القدس أشخاصًا أمناء يسعون إلى الحق، ولديهم ضمير وعقل. هؤلاء هم نوع الأشخاص الذين يعمل فيهم. أمَّا الأرواح الشريرة فتختار الناس المحتالين والعبثيين، الذين لا يكنَّون محبة للحق، والذين بلا ضمير أو عقل. هؤلاء هم الأشخاص الذين تعمل فيهم الأرواح الشريرة. عندما نقارن أولئك المُختارين لعمل الروح القدس والأشخاص المُختارين لعمل الأرواح الشريرة، يمكننا أن ندرك أن الله قدّوس وبارّ، وأنَّ أولئك الذين يختارهم الله يسعون إلى الحق، ويمتلكون ضميرًا وعقلًا، وأنَّهم بالمقارنة بالآخرين أُمناء، ويحبون ما هو عادل. أمَّا أولئك الذين تختارهم الأرواح الشريرة فهُم مُحتالون وأنانيّون وحُقراء، ولا يكنّون محبة للحق، وليس لديهم ضميرًا وعقلًا، ولا يسعون إلى الحق، وليسوا بشرًا حقيقيين. لا تختار الأرواح الشريرة إلَّا الأشياء السلبيَّة، الأمر الذي نرى من خلاله أن الأرواح الشريرة تحب الشر والظلام، وأنَّهم يتجنَّبون أولئك الذين يسعون إلى الحق، ويسارعون إلى امتلاك أولئك الفاسدين والمحتالين، والذين هم مفتونون بالإثم، ويُؤسَرون بسهولة. لا يمكن أن يُخلَّص أولئك الذين تختارهم الأرواح الشريرة لتعمل فيهم، بل يقضي الله عليهم. متى تعمل الأرواح الشريرة وبناءً على أي خلفيَّة؟ إنَّها تعمل متى ضلّ الناس بعيدًا عن الله وتمرَّدوا على الله. إن عمل الأرواح الشريرة يسحر الناس. عندما يخطأ الناس، وعندما يكونون في أضعف حالاتهم، وخاصةً عندما يعانون من ألمٍ شديدٍ في قلوبهم، وعندما يشعرون بالحيرة والارتباك، تغتنم الأرواح الشريرة هذه الفرصة للانزلاق لسحرهم وإفسادهم، ولزرع خصومات بينهم وبين الله. عندما يدعو الناسُ الله، أو عندما تتحوَّل قلوبهم إلى الله، أو عندما يحتاجون إلى الله، أو عندما يتوبون إلى الله، أو عندما يسعون إلى الحق، يبدأ الروح القدس في العمل فيهم. كل ما يعمله الروح القدس هو من أجل خلاص الإنسان، ويبحث عن فرص ليخلّص الإنسان، في حين تبحث الأرواح الشريرة عن فرص لإفساد الناس وخداعهم. الله محبة، أما الأرواح الشريرة فتكره الناس. الأرواح الشريرة حقيرة ومؤذية، وهي خبيثة ومنذرة بالشر. كل ما تفعله الأرواح الشريرة هو بهدف التهام الإنسان وإفساده وإيذائه، وكل ما يفعله الروح القدس هو من أجل محبة الإنسان وخلاصه. نتائج عمل الروح القدس هي تطهير الناس وتخليصهم من فسادهم، حتى يتسنّى لهم معرفة أنفسهم ومعرفة الشيطان، ليكونوا قادرين على مقاومة الشيطان، وليكونوا قادرين على السعي إلى الحق، وليعيشوا في نهاية المطاف حسب شبه الإنسان. تُفسِد الأرواح الشريرة الناس وتنجِّسهم وتكبِّلهم، وتغرزهم في الخطيئة أعمق من أي وقتٍ مضى، وتجلب دائمًا لحياتهم مزيدًا من الألم، وهكذا عندما تعمل الأرواح الشريرة في الناس ينتهي أمرهم؛ وفي نهاية المطاف يلتهمهم الشيطان، وهذه هي نتيجة عمل الأرواح الشريرة. أمّا تأثير عمل الروح القدس فهو أن يُخلِّص الناس في نهاية المطاف، ويجعلهم يعيشون حياة حقيقية، ويجعلهم أحرارًا ومُحرَّرين تمامًا، وأن ينالوا بركات الله. تستقطب الأرواح الشريرة الإنسان إلى الظلمة، وتأخذه إلى الهاوية؛ أمَّا الروح القدس فيأخذ الإنسان من الظلمة إلى النور، وإلى الحرية. إن عمل الروح القدس يهب الناس الاستنارة ويرشدهم، ويمنحهم فرصًا، وعندما يكونون ضعفاء ولديهم خطايا، يقدِّم لهم العزاء، ويسمح للناس بمعرفة أنفسهم، ويسمح لهم بالسعي إلى الحق، ولا يُجبِر الناس على فعل الأشياء، ولكن يسمح لهم باختيار طريقهم بأنفسهم، وفي نهاية المطاف يأخذهم إلى النور. أمَّا الأرواح الشريرة فإنَّها تُجبِر الناس على فعل الأشياء وتأمرهم بها. كل ما تقوله كاذِبٌ ويسحر الناس ويخدعهم ويكبِّلهم؛ فالأرواح الشريرة لا تمنح الناس الحريَّة، ولا تسمح لهم بالاختيار، بل تُجبِرهم على السير في طريق الخراب، وتُغرِقهُم بصورةٍ أعمق وأعمق في الخطيئة، حيث تقودهم إلى الموت.

من "معرفة عمل الروح القدس لها أهمية بالغة في خلاص الإنسان" في كتاب "عظات ومشاركات عن الدخول إلى الحياة (2)"

إن السمة الأكثر وضوحًا في عمل الأرواح الشريرة هي إنَّها خارقة للطبيعة، وإن الكلمات التي تتكلَّم بها الأرواح الشريرة أو الأشياء التي تطلب من الناس القيام بها هي غير طبيعية وغير منطقية، كما إنَّها تخون الأخلاق الأساسية للطبيعة البشرية والعلاقات الإنسانية، وإنَّها لا تهدف إلَّا إلى خداع الناس، ومضايقة الناس، وإفساد الناس. عندما تمتلك الأرواح الشريرة الناس، يشعر البعض بخوفٍ شديدٍ، ويصير بعضهم غير طبيعي، بينما يقع آخرون في حالة ذهول، ولا يزال يجد البعض الآخر نفسه مضطربًا للغاية وغير قادرٍ على الجلوس ساكنًا. وعلى أية حالٍ، عندما تمتلك الأرواح الشريرة الناس فإنهم يتغيَّرون، ويصيرون شيئًا لا هو بشري ولا هو شيطاني، ويفقدون طبيعتهم البشرية. ويكفي هذا لإثبات أن جوهر الأرواح الشريرة شرير وقبيح، وهو بالضبط جوهر الشيطان. تجعل الأرواح الشريرة الناس يمقتونهم ويحتقرونهم، ولا يكون لهم أي نفعٍ أو عونٍ للناس. والأشياء الوحيدة التي يستطيع الشيطان وجميع أنواع الأرواح الشريرة القيام بها هي إفساد الناس وإيذائهم وابتلاعهم.

المظاهر الرئيسية لأولئك الذين تعمل فيهم الأرواح الشريرة (أولئك الذين يمتلكهم الشياطين) هي:

النوع الأول هو أن الأرواح الشريرة كثيرًا ما تخبر الأشخاص أنّ يفعلوا هذا وذاك، أو أنّ يخبروا شخصًا ما شيئًا ما، أو أنّ يوجّهوا الأشخاص ليتكلَّموا بنبوءات كاذبة.

النوع الثاني هو أن الأشخاص غالبًا ما يتكلَّمون "بألسنة" مزعومة في الصلاة لا يفهمها أحد، وحتى المتحدِّثين أنفسهم لا يفهمونها. ويمكن حتى لبعض المتحدِّثين أن "يؤوِّلوا الألسنة" بأنفسهم.

النوع الثالث هو أن الشخص غالبًا ما يتلقَّى إعلانات بتكرار كبير، وفي هذه اللحظة توجهه الأرواح الشريرة بهذه الطريقة، وفي اللحظة التالية توجهه بتلك الطريقة، في حالة قلق مستمر.

النوع الرابع هو أن الأشخاص الذين تعمل فيهم الأرواح الشريرة يريدون بشكل عاجل القيام بهذا أو ذاك، غير صبورين على الانتظار، فهم لا يفكّرون فيما إذا كانت الظروف تسمح بذلك، بل أيضًا يركضون خارجًا في منتصف الليل، وسلوكهم غير طبيعي على وجه الخصوص.

النوع الخامس هو أن الأشخاص الذين تعمل فيهم الأرواح الشريرة متكبِّرون بشدَّةٍ، فهم يفتقرون إلى العقل، ويتَّسم كل حديثهم بالاستعلاء ويأتي من موقع قيادي. فهُم يضعون الناس في حيرةٍ، وهم مثل الشياطين يجبرون الناس على فعل الأشياء.

النوع السادس هو أن الأشخاص الذين تعمل فيهم الأرواح الشريرة غير قادرين على الشركة عن الحق، ناهيك عن أنَّهم لا يعيرون اهتمامًا لعمل الله، ويتحدُّون الله ويتصرَّفون بصورةٍ اعتباطية، مُرتكبين جميع أنواع الاعتداءات بهدف تدمير النظام الطبيعي للكنيسة.

النوع السابع هو أن الشخص الذي تعمل فيه الأرواح الشريرة ينتحل صفة شخص ما بدون سبب، أو يدَّعي أن شخصًا ما أرسله وأنَّه ينبغي للناس أن ينصتوا إليه. ولا يستطيع أحدٌ أن يعرف من أين أتى.

النوع الثامن هو أن الأشخاص الذين تعمل فيهم الأرواح الشريرة ليس لديهم عادةً أي تعقّل طبيعي، ولا يفهمون أي حق؛ فهم لا يمتلكون أي قدرة على القبول، كما إن الروح القدس لا يمنحهم استنارة، وما يراه الناس هو أنَّه عند قبول الأشياء، يكون هؤلاء الناس عبثيّون بصورة استثنائية، وليس لديهم أدنى درجة من الصواب.

النوع التاسع هو أنَّ الأشخاص الذين تعمل فيهم الأرواح الشريرة يركِّزون بصورة خاصة على إلقاء محاضرات على الآخرين أثناء العمل، فهم دائمًا يتصرَّفون بوحشيةٍ ويسبّبون دائمًا الاضطراب والإزعاج؛ كل ما يفعلونه ويقولونه يهاجم الأشخاص الآخرين ويكبِّلهم ويفسدهم، بل ويصل بهم الأمر إلى كسر عزيمة الناس وجعلهم يصيرون سلبيين حتى لا تقوم لهم قائمة مرَّةً أخرى. إنَّهم شياطين، لا أكثر، يُلحِقون الأذى بالآخرين، ويستغلّون الآخرين، ويلتهمون الآخرين، ويسعَدون سرًا عندما يفعلون ما يريدون بالرغم من وجود أي معارضة. هذا هو الهدف الأساسي لعمل الأرواح الشريرة.

النوع العاشر هو أنَّ الأشخاص الذين تعمل فيهم الأرواح الشريرة يحيون حياةً غير طبيعية على الإطلاق. تفرز أعينهم وميضًا مُهلكًا، والكلمات التي يتحدَّثون بها مخيفة للغاية، كما لو كان شيطان نزل إلى العالم. لا يوجد نظام لحياة شخص من هذا النوع، فهو غير مستقر على الإطلاق، وغير مُتوقَّع مثل حيوان بري غير مُروَّض، وهو ممقوت وبغيض إلى أقصى حدٍ بالنسبة إلى الآخرين. وهذا هو بالضبط ما يبدو عليه الشخص الذي كبَّلته الشياطين.

الأنواع العشرة المذكورة أعلاه هي التعبيرات الرئيسية لعمل الأرواح الشريرة. وأي شخص يعرِض أحد هذه التعبيرات سيكون بالتأكيد مِمَّن يخضعون لعمل الأرواح الشريرة. وعلى وجه الدقَّة، جميع الذين يظهرون التعبيرات المذكورة أعلاه لعمل الأرواح الشريرة، بغض النظر عن النوع الذي يمتلكونه، هم أشخاص يخضعون لعمل الأرواح الشريرة. إن الشخص الذي يخضع لعمل الأرواح الشريرة غالبًا ما يكره الأشخاص الذين يعمل فيهم الروح القدس والذين يستطيعون الشركة عن الحق، ويبتعد عنهم. وفي أغلب الأحيان كلَّما كان الشخص أفضل، أراد أن يهاجمهم ويدينهم أكثر. وكلَّما كان شخصًا أحمق، حاول أن يتزلّف إليهم ويتملّقهم، وخاصةً في رغبته في التواصل معهم. عندما تعمل الأرواح الشريرة، فإنها دائمًا ما تخلط الحق بالباطل، قائلةً إن الإيجابيين هم السلبيون وإن السلبيين هم الإيجابيون. هذه هي بالضبط أفعال الأرواح الشريرة.

من "12 مشكلة تحتاج جميع الكنائس إلى حلّها عاجلاً" في كتاب "سجلات مختارة من ترتيبات عمل كنيسة الله القدير"

إن أي روح ذو عمل خارق للطبيعة بشكل واضح هو روح شرير، والأعمال والأقوال الخارقة لأي روح تُنفَذُ في الناس هي أعمال روح شرير؛ وجميع الوسائل التي تعمل بها الأرواح الشريرة غير طبيعية وخارقة للطبيعة، وتتجلَّى بشكل أساسي في الطرق الست التالية:

1. السيطرة المباشرة على كلام الناس، مِمَّا يدل بوضوحٍ على أن الروح الشرير هو الذي يتحدَّث، وليس الناس أنفسهم هم الذين يتحدَّثون بشكل طبيعي؛

2. الشعور بأن الروح الشرير يوجِّه الناس ويأمرهم بالقيام بهذا وتلك؛

3. الأشخاص الذين، حينما يُوجدون في غرفةٍ، يمكنهم التنبؤ عندما يوشك شخص ما على الدخول.

4. الأشخاص الذين يسمعون في أحيانٍ كثيرة أصواتًا تتحدَّث إليهم، ولا يستطيع الآخرون سماعها؛

5. الأشخاص القادرون على رؤية أشياء وسماعها، ولا يستطيع الآخرون رؤيتها أو سماعها؛

6. الأشخاص العصبيّون دائمًا، والذين يتحدَّثون إلى أنفسهم وغير القادرين على المحادثة أو التفاعل الطبيعي مع الناس.

جميع أولئك الذين يعمل فيهم روح شرير لديهم حتمًا هذه المظاهر الستة. إنَّهم غير عقلانيين ومتوتّرون وغير قادرين على التفاعل الطبيعي مع الناس، ويبدو الأمر كما لو إنهم غير قابلين للخضوع للعقل، ويوجد شيء منفصل وغيبيّ فيما يخصهم. لقد امتلك روح شرير هؤلاء الناس أو لديهم روح شرير يعمل فيهم، وكل عمل الأرواح الشريرة ظاهر وخارق للطبيعة. وهذا هو العمل الذي يمكن تمييزه بكل سهولة للأرواح الشريرة. عندما يمتلك روح شرير شخصًا ما، فإنه يستغلَّه بحيث يُفسده تمامًا، ويصير غير عقلاني، مثل جثة أُعيدت للحياة، الأمر الذي يثبت أن الأرواح الشريرة من حيث الجوهر هي أرواح مؤذية تُفسِد الناس وتلتهمهم. من السهل تمييز أقوال الأرواح الشريرة: تمثّل أقوالهم بشكل كامل جوهرهم الشرير، فهي راكدة وعكرة وعَطِنة، وتفرز رائحة الموت النتنة. بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتمتَّعون بحكمٍ رشيد على الأمور، فإن كلمات الأرواح الشريرة تبدو جوفاء وغير مثيرة للاهتمام، وليست لها أي فائدة، ولا تشبه إلَّا الأكاذيب والحديث الفارغ، كما تبدو مشوَّشة ومتشابكة، مثل هراء كثير. هذا هو بعض من هراء الأرواح الشريرة، الذي يمكن تمييزه بكل سهولة. وحتى تسحر الناس، فإنَّ بعض الأرواح الشريرة تتظاهر إنَّها الله أو المسيح عندما يتكلَّمون، بينما تزعم أخرى إنَّها ملائكة أو شخصيات مشهورة. وعندما تتحدَّث هذه الأرواح الشريرة، تكون بارعة في تقليد كلمات أو عبارات معيَّنة لله، أو بلهجة الله، والأشخاص الذين لا يفهمون الحق تأخذهم بسهولة هذه الأرواح الشريرة "عالية الدرجة". يجب أن يعرف شعب الله المختار بوضوح أن الأرواح الشريرة في جوهرها مؤذية ووقحة، وإنَّها حتى لو كانت أرواحًا شريرة "عالية الدرجة"، فهي تفتقر تمامًا إلى الحق. فالأرواح الشريرة في النهاية هي أرواح شريرة، وجوهر الأرواح الشريرة مؤذي، وهي من نفس نوعية الشيطان.

من "كيفيّة تمييز الخطاب الشيطاني ومغالطات الأرواح الشريرة، والمسحاء الكذبة وأضداد المسيح" في كتاب "سجلات مختارة من ترتيبات عمل كنيسة الله القدير"

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة