(ج) كلمات عن عصر الملكوت – العصر الأخير
28. حين أتى يسوع إلى عالم البشر، جاء بعصر النعمة واختتم عصر الناموس. أثناء الأيام الأخيرة، صار الله جسدًا مرةً أخرى، وحين أصبح جسدًا هذه المرة، أنهى عصر النعمة وجاء بعصر الملكوت. جميع مَنْ يقبلون التَجسُّد الثاني لله سينقادون إلى عصر الملكوت، وسيكونون قادرين على قبول إرشاد الله قبولاً شخصيًا. مع أن يسوع قام بالكثير من العمل بين البشر، إلا أنه لم يكمل سوى فداء الجنس البشري بأسره وصار ذبيحة خطية عن الإنسان، ولم يخلص الإنسان من شخصيته الفاسدة. إن خلاص الإنسان من تأثير إبليس خلاصًا تامًا لم يتطلّب من يسوع أن يحمل خطايا الإنسان كذبيحة خطية فحسب، بل تطلّب الأمر أيضًا عملاً ضخمًا من الله لكي يخلص الإنسان تمامًا من شخصيته التي أفسدها إبليس. ولذلك بعدما نال الإنسان غفران الخطايا عاد الله ليتجسَّد لكي ما يقود الإنسان إلى العصر الجديد، ويبدأ عمل التوبيخ والدينونة، وقد أتى هذا العمل بالإنسان إلى حالة أسمى. كل مَنْ يخضع سيادة الله سيتمتع بحق أعلى وينال بركات أعظم، ويحيا بحق في النور، ويحصل على الطريق والحق والحياة.
من تمهيد "الكلمة يظهر في الجسد"
29.
من "سر التجسُّد (4)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
30. في الأيام الأخيرة، أتى الله المتجسد إلى الأرض لينطق بالكلام في المقام الأول. عندما جاء يسوع، نشر إنجيل ملكوت السماء وأنجز عمل فداء الصلب، وأنهى عصر الناموس وأبطل كل الأشياء القديمة. أسدل مجيء يسوع الستار على عصر الناموس وأعلن عن بداية عصر النعمة. وقد وضع مجيء الله المتجسد في الأيام الأخيرة نهاية لعصر النعمة. لقد جاء في المقام الأول لينطق بكلامه ويستخدمه في جعل الإنسان كاملاً، وتنويره واستنارته، ومحو مكان الإله المبهم في قلب الإنسان. ليست هذه مرحلة العمل التي نفذها يسوع عندما جاء. عندما جاء يسوع، أجرى العديد من المعجزات؛ فشفى المرضى، وأخرج الشياطين، وأتمَّ عمل فداء الصلب. ونتيجة لذلك، يعتقد الإنسان وفق تصوراته أن هذه هي الكيفية التي ينبغي أن يكون عليها الله؛ لأنه عندما جاء يسوع، لم ينفذ عمل محو صورة الله المبهم من قلب الإنسان، وعندما جاء صُلب، لقد شفى المرضى وأخرج الشياطين ونشر إنجيل ملكوت السماء. من جهة، يزيل تجسد الله في الأيام الأخيرة المكان الذي شغله الإله المبهم في تصور الإنسان، حتى لا تعود هناك صورة للإله المبهم في قلب الإنسان. من خلال كلامه وعمله الفعليين وحركته في جميع أرجاء الأرض والعمل الحقيقي والطبيعي الذي ينفذه على نحو استثنائي بين البشر، يعرِّف الإنسان بحقيقة الله ويمحو مكان الإله المبهم في قلب الإنسان. ومن جهة أخرى، يستخدم الله الكلام الذي ينطق به جسدُهُ ليجعل الإنسان كاملاً وينجز كل شيء. هذا هو العمل الذي سينجزه الله في الأيام الأخيرة.
من "معرفة عمل الله اليوم" في "الكلمة يظهر في الجسد"
31. اليوم، صار الله جسدًا ليكمّل عمل "الكلمة الظاهر في الجسد" وليستخدم الكلمة ليجعل الإنسان كاملًا، ويدفعه ليقبل تعامل الكلمة وتنقيتها. في كلماته يجعلكم تحصلون على معونة وتحصلون على حياة؛ في كلماته، ترون عمله وأفعاله. يستخدم الله الكلمة ليوبخّكم وينقّيكم، ولذلك إن قاسيتم المشقات، فهذا أيضًا بسبب كلمة الله. اليوم لا يعمل الله مُستخدِمًا الحقائق، بل الكلمات. لا يمكن للروح القدس أن يعمل داخلكم، ويجعلكم تقاسون الألم أو تشعرون بالحلاوة إلا بعدما تحل كلمته عليكم. كلمة الله فحسب بإمكانها أن تُدخلك إلى الحقيقة، وكلمة الله فحسب هي القادرة على جعلك كاملًاً. وعليه، ينبغي عليكم أن تفهموا على الأقل هذا: إن العمل الذي يقوم به الله في الأيام الأخيرة هو أساسًا استخدام كلمته ليجعل كل شخص كاملًا وليرشد الإنسان. كل العمل الذي يقوم به هو من خلال كلمته؛ إنه لا يستخدم الحقائق ليوبّخك. هناك أوقات يقاوم فيها بعض الناس الله. لا يتسبب الله لك في مشقّة كبيرة، فجسدك لا يُوبَّخ ولا يقاسي مشقة، ولكن بمجرّد أن تأتي عليك كلمته، وتنقيك، يكون الأمر غير محتمل بالنسبة لك. أليس كذلك؟ في وقت عُمَّال الخدمة، قال الله بأن يُلقى الإنسان في الهاوية السحيقة. هل وصل الإنسان حقًّا للهاوية السحيقة؟ ببساطة لم يدخل الإنسان إلى الهاوية السحيقة إلّا من خلال استخدام الكلمات لتنقيته. وعليه، عندما يصير الله جسدًا في الأيام الأخيرة، فإنه يستخدم كلمته بصورة أساسية لتحقيق الكل ولجعل الكل واضحًا. لا يمكنكم أن تروا ماهيته سوى في كلماته؛ ولا يمكنكم أن تروا أنه هو الله نفسه سوى في كلماته. حين يأتي الله المتجسِّد على الأرض، لا يفعل عمل آخر إلا التكلّم بكلمات، لذلك فلا حاجة للحقائق؛ الكلمات تكفي. هذا لأنه قد أتى في الأصل للقيام بهذا العمل، وليسمح للإنسان أن يرى قوته وسيادته في كلماته، وليسمح للإنسان بأن يرى في كلماته كيف يحجب نفسه بتواضع، وليسمح للإنسان أن يعرف طبيعته الكلية في كلماته. كل ما لدى الله ومَن هو الله موجود في كلماته، حكمته وروعته في كلماته. بهذا يمكنكم أن تروا الوسائل العديدة التي يقول بها الله كلماته، فمعظم عمل الله أثناء كل هذا الوقت كان المعونة والإعلان للإنسان والتعامل معه. إنه لا يلعن الإنسان برفق، وحتى حينما يفعل هذا، فإنه يفعل هذا من خلال كلمته. وعليه، في هذا العصر الذي يصير فيه الله جسدًا، لا تحاولوا أن تروا الله يشفي المرضى ويطرد الأرواح الشريرة مجددًا، ولا تحاولوا دائمًا أن تروا آياتٍ، فلا فائدة من هذا! هذه الآيات لا يمكنها أن تجعل الإنسان كاملًا! أقولها واضحةً: اليوم الله المُتجسِّد الحقيقي يتكلَّم فقط، ولا يفعل. هذا هو الحق! إنه يستخدم الكلمات ليجعلكم كاملين، ويستخدم الكلمات ليُطعمكم ويرويكم. إنه أيضًا يستخدم الكلمات للعمل، ويستخدم الكلمات محل الحقائق ليجعلكم تعرفون حقيقته. إن كنتم قادرين على تصوّر هذا النوع من عمل الله، فمن الصعب أن تكونوا سلبيّين. بدلاً من التركيز على الأشياء السلبية، يجب أن تركز على ما هو إيجابي فحسب، أي بغض النظر عمَّا إذا تحققت كلمات الله أم لا، أو إذا كان هناك ظهور للحقائق أم لا، يساعد الله الإنسان لينال الحياة من كلماته، وهذه هي أعظم الآيات كلها، كما أنها حقيقة غير قابلة للجدل. هذا هو أفضل دليل تعرف من خلاله الله، وآية أعظم من الآيات. هذه الكلمات فحسب تقدر أن تجعل الإنسان كاملًا.
من "الكل يتحقق بكلمة الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
32. في عصر الملكوت، يستخدم الله الكلمة للإعلان عن بداية عصر جديد، ولتغيير طريقة عمله، وليقوم بالعمل المطلوب للعصر بأكمله. هذا هو المبدأ الذي يعمل به الله في عصر الكلمة. لقد صار الله جسدًا ليتكلم من وجهات نظر مختلفة، مما يُمكّن الإنسان حقًا من رؤية الله، الذي هو الكلمة الظاهر في الجسد، ومن رؤية حكمته وعجبه. ويتم مثل هذا العمل لتحقيق أفضل لأهداف إخضاع الإنسان وتكميله والقضاء عليه. هذا هو المعنى الحقيقي لاستخدام الكلمة للعمل في عصر الكلمة. من خلال الكلمة، يتعرّف الإنسان على عمل الله وشخصيته، ويتعرف على جوهر الإنسان، وما يجب على الإنسان الدخول إليه. من خلال الكلمة، يأتي العمل الذي يرغب الله في القيام به في عصر الكلمة بأكمله بثماره. من خلال الكلمة، يُكشَف عن الإنسان ويُقضَى عليه ويُجَرَّب. لقد رأى الإنسان الكلمة، وسمعها، وصار واعيًا بوجودها. فيؤمن الإنسان نتيجة لذلك بوجود الله، ويؤمن بقدرة الله الكليّة وحكمته، وأيضًا بمحبة الله للإنسان ورغبته في خلاصه. ومع أن كلمة "الكلمة" بسيطة وعادية، فإن الكلمة من فم الله المُتجسِّد تزعزع الكون بأسره؛ كلمته تحوّل قلب الإنسان، وتغيّر مفاهيم الإنسان وشخصيته القديمة، والطريقة القديمة التي اعتاد العالم بأكمله على أن يظهر بها. على مر العصور، يعمل إله هذا اليوم وحده بهذه الطريقة، وبهذه الطريقة وحدها يُكلّم الإنسان ويأتي ليُخلِّصه. ومن هذا الوقت فصاعدًا، يعيش الإنسان تحت توجيه الكلمة، وتحت رعايتها وعطائها. لقد أتت البشرية بأكملها لتحيا في عالم الكلمة، وسط لعنات كلمة الله وبركاتها، بل وأتى المزيد من البشر ليحيوا في ظل دينونة الكلمة وتوبيخها. جميع هذه الكلمات وكل هذا العمل هو من أجل خلاص الإنسان، ومن أجل تتميم مشيئة الله، ومن أجل تغيير المظهر الأصلي لعالم الخليقة القديمة. خلق الله العالم بالكلمة، ويقود البشر من جميع أرجاء الكون بالكلمة، وأيضًا يخضعهم ويُخلّصهم بالكلمة. وأخيرًا، سيستخدم الكلمة ليأتي بالعالم القديم بأسره إلى نهاية. عندها فقط تكتمل خطة التدبير تمامًا.
من "عصر الملكوت هو عصر الكلمة" في "الكلمة يظهر في الجسد"
33. إن العمل الذي نفذه الله أثناء هذه المرحلة هو بصورة رئيسية تقديم الكلام من أجل حياة الإنسان، والكشف عن جوهر طبيعة الإنسان والشخصية الفاسدة للإنسان، والقضاء على التصورات الدينية، والتفكير الإقطاعي، والتفكير الذي عفا عليه الزمن، بالإضافة إلى معرفة الإنسان وثقافته. يجب أن يتم الكشف عن كل هذا وتطهيره من خلال كلام الله. في الأيام الأخيرة، يستخدم الله الكلام وليس الآيات والعجائب ليجعل الإنسان كاملاً. إنه يستخدم كلامه في كشف الإنسان ودينونة الإنسان وتوبيخ الإنسان وجعل الإنسان كاملاً، حتى يرى الإنسان في كلام الله حكمة الله ومحبته ويفهم شخصية الله، بحيث يبصر الإنسان أفعال الله من خلال كلام الله.
من "معرفة عمل الله اليوم" في "الكلمة يظهر في الجسد"
34. يستخدم الله في الأيام الأخيرة في الأساس الكلمة ليكمِّل الإنسان. إنه لا يستخدم الآيات والعجائب ليظلم الإنسان أو يقنعه؛ فهذا لا يوضِّح قوة الله. إن أظهر الله الآيات والعجائب فحسب، لكان من المستحيل أن تتضح حقيقة الله، وعليه كان من المستحيل أن يُكمَّل الإنسان. لا يجعل الله الإنسان كاملًا بالآيات والعجائب، بل يستخدم الكلمة ليروي الإنسان ويرعاه، بعدها تتحقق طاعة الإنسان الكاملة ومعرفته بالله. هذا هو هدف العمل الذي يقوم به والكلمات التي يقولها. لا يستخدم الله طريقة إظهار الآيات والعجائب ليجعل الإنسان كاملًا، لكنه يستخدم الكلمات والعديد من طرق العمل المختلفة ليجعل الإنسان كاملًا. سواء كانت تنقية أو تعاملأو تهذيب أو رعاية بواسطة الكلمات، يتحدث الله من عدة أوجه مختلفة ليجعل الإنسان كاملًا، وليمنح الإنسان معرفةً أعظم عن عمله وحكمته وروعته.
من "الكل يتحقق بكلمة الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
35. الأهمية العظمى لعمل الكلمات هو السماح للناس بممارسة الحق بعد أن يفهموه، وتحقيق تغيير في شخصيتهم، والوصول إلى معرفة عن أنفسهم وعن عمل الله. وحدها وسائل العمل من خلال الكلام هي ما يمكنها تحقيق الاتصال بين الله والإنسان، ووحدها الكلمات هي ما يمكنها شرح الحق. العمل بهذه الطريقة هو أفضل وسيلة لإخضاع الإنسان؛ بدون نطق الكلمات، لا توجد وسيلة أخرى قادرة على إعطاء الإنسان فهمًا أوضح للحق وعمل الله، ولذلك ففي مرحلة عمل الله الأخيرة، يتحدث الله إلى الإنسان لكي يبيِّن للإنسان جميع الحقائق والأسرار التي لا يفهمها، ويسمح له بالحصول على الطريق الحق والحياة من الله، وهكذا يرضي مشيئة الله.
من "عليك أن تتخلى عن بركات المكانة الاجتماعية وتفهم مشيئة الله لخلاص الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"
36. في عمله الأخير باختتام العصر، شخصية الله هي شخصية توبيخ ودينونة، وفيها يكشف كل ما هو آثم بهدف إدانة جميع الشعوب علانيةً، وتكميل أولئك الذين يحبونه بقلب مخلص. شخصية مثل هذه فقط يمكنها إنهاء العصر. الأيام الأخيرة قد حلَّت بالفعل. كل الأشياء في الخليقة ستُصنف وفقًا لنوعها، وستُقسم إلى فئات مختلفة بناءً على طبيعتها. هذا هو الوقت الذي يكشف الله فيه عن مصير الناس ووجهتهم. لو لم يخضع الناس للتوبيخ والدينونة، لن تكون هناك طريقة لكشف عصيانهم وعدم برهم. فقط من خلال التوبيخ والدينونة يمكن أن يُعلن بوضوح مصير الخليقة كلها. يُظهِر الإنسان فقط ألوانه الحقيقية عندما يُوبَّخ ويُدان. الشرير سيُوضعُ مع الأشرار، والصالح مع الصالحين، وسيُصنَّف جميع البشر بحسب نوعهم. من خلال التوبيخ والدينونة، ستُعلن نهاية كل الخليقة، حتى يُعاقب الشرير ويُكافأ الصالح، ويصير جميع الناس خاضعين لسيادة الله. يجب أن يتحقق كل العمل من خلال التوبيخ والدينونة البارَين. لأن فساد الإنسان قد بلغ ذروته وعصيانه قد صار خطيرًا على نحو متزايد، فقط شخصية الله البارة، التي تشمل التوبيخ والدينونة، والتي ستنكشف أثناء الأيام الأخيرة، يمكنها أن تغيِّر الإنسان وتكمّله. فقط هذه الشخصية بإمكانها كشف الشر ومن ثمّ تعاقب بشدة كل الأشرار. لذلك فإن شخصية مثل هذه هي مشبّعة بأهمية العصر، وإعلان وإظهار شخصيته يتضح من أجل عمل كل عصر جديد. إن الله لا يظهر شخصيته بصورة تعسفية وبلا أهمية. على هذه الفرضية، في إعلان عاقبة الإنسان أثناء الأيام الأخيرة، لا زال الله ينعم على الإنسان برحمة ومحبة مطلقة ويستمر في تقديم المحبة له، ولا يخضع الإنسان لدينونة البر بل يظهر له التسامح، والصبر والغفران ويعذره بغض النظر فداحة الخطايا التي يرتكبها، بدون أدنى ذرة دينونة بارة: فمتى إذًا ينتهي كل تدبير الله؟ متى تكون شخصية مثل هذه قادرة على قيادة الناس إلى وجهة مناسبة؟ خذ على سبيل المثال قاضيًا محبًّا دائمًا، يحكم بوجه بشوش وقلب لطيف، يحب الناس بغض النظر عن الجرائم التي ارتكبوها، هو محب معهم ويحتملهم أيًّا كانوا من هم. في تلك الحالة، متى سيكون قادرًا على إصدار حكم عادل؟ في الأيام الأخيرة، فقط الدينونة البارة يمكنها أن تصنف الإنسان بحسب نوعه وأن تُحضِرُ الإنسان إلى عالم جديد. بهذه الطريقة، ينتهي العصر بأكمله من خلال شخصية الله البارة القائمة على التوبيخ والدينونة.
من "رؤية عمل الله (3)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
37. في وابل التوبيخ والدينونة، يعبّر ابن الإنسان عن شخصيته المُتأصّلة من خلال قول كلمات، سامحًا لمن يقبلون توبيخه ودينونته برؤية الوجه الحقيقي لابن الإنسان، وهذا الوجه هو تصوير أمين لوجه ابن الإنسان الذي رآه يوحنا. (بالطبع كل هذا سيكون غير مرئي لمَنْ لم يقبلوا عمل الله في عصر الملكوت). لا يمكن التعبير عن وجه الله الحقيقي تعبيرًا كاملاً باستخدام كلمات بشرية، لذلك استخدم الله التعبير عن شخصيته المُتأصّلة ليُظهر للإنسان وجهه الحقيقي. أي أن جميع مَنْ اختبروا الشخصية المُتأصّلة لابن الإنسان قد رأوا الوجه الحقيقي لابن الإنسان، لأن الله عظيم جدًّا ولا يمكن التعبير عنه تعبيرًا كاملاً باستخدام الكلمات البشرية. بمجرد أن يختبر الإنسان كل خطوة من خطوات العمل الإلهي في عصر الملكوت، سيعرف المعنى الحقيقي لكلمات يوحنا حين تحدث عن ابن الإنسان وسط المناير: "وَأَمَّا رَأْسُهُ وَشَعْرُهُ فَأَبْيَضَانِ كَٱلصُّوفِ ٱلْأَبْيَضِ كَٱلثَّلْجِ، وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ. وَرِجْلَاهُ شِبْهُ ٱلنُّحَاسِ ٱلنَّقِيِّ، كَأَنَّهُمَا مَحْمِيَّتَانِ فِي أَتُونٍ. وَصَوْتُهُ كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ. وَمَعَهُ فِي يَدِهِ ٱلْيُمْنَى سَبْعَةُ كَوَاكِبَ، وَسَيْفٌ مَاضٍ ذُو حَدَّيْنِ يَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ، وَوَجْهُهُ كَٱلشَّمْسِ وَهِيَ تُضِيءُ فِي قُوَّتِهَا".
من تمهيد "الكلمة يظهر في الجسد"
38. في هذه المرحلة الأخيرة للعمل، يتم تحقيق النتائج من خلال الكلمة. من خلال الكلمة يفهم الإنسان العديد من الأسرار ويفهم عمل الله عبر الأجيال الماضية؛ من خلال الكلمة يستنير الإنسان بالروح القدس؛ من خلال الكلمة يفهم الإنسان الأسرار التي لم يفك أجيال الماضي طلاسمها أبدًا، وأيضًا عمل أنبياء ورسل الأزمنة القديمة، والمبادئ التي كانوا يعملون بها؛ من خلال الكلمة يعرف الإنسان أيضًا شخصية الله نفسه وأيضًا تمرد الإنسان ومقاومته، ويعرف جوهره الخاص. من خلال خطوات العمل هذه وكل الكلمات التي قيلت، يعرف الإنسان عمل الروح القدس وعمل جسد الله المتجسد، وأيضًا شخصيته الكلية.
من "سر التجسُّد (4)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
39. في النهاية، ستُتمم هذه المرحلة عمل الله نهائيًا، وتقدم خاتمتها. سوف يفهم الجميع ويعرف خطة تدبير الله. سيتم تصحيح المفاهيم داخل الإنسان، ونواياه، وفهمه الخاطئ، وتصوراته تجاه عمل يهوه ويسوع، وآرائه حول الوثنيين، وانحرافاته وأخطائه الأخرى. وسيفهم الإنسان جميع طرق الحياة الصحيحة، وكل العمل الذي أنجزه الله، والحقيقة كاملة. عندما يحدث ذلك، ستنتهي هذه المرحلة من العمل.
من "رؤية عمل الله (2)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
40. الأيام الأخيرة هي عندما يتم تصنيف كل الأشياء حسب النوع من خلال الإخضاع. والإخضاع هو عمل الأيام الأخيرة؛ بمعنى أن دينونة خطايا كل شخص هي عمل الأيام الأخيرة. وإلا فكيف يمكن تصنيف البشر؟ عمل التصنيف الكائن في وسطكم هو بداية هذا العمل للكون بأكمله. بعد ذلك، يخضع البشر بجميع جنسياتهم في كل مكان إلى عمل الإخضاع. وهذا يعني أن كل إنسان من الخليقة سيتم تصنيفه حسب النوع، عند مثوله أمام كرسي الدينونة لتتم دينونته. لا يستطيع أي شخص أو أي شيء الهروب من ألم التوبيخ والدينونة، ولا يستطيع أي شخص أو أي شيء تفادي هذا التصنيف بالنوع؛ الكل سيتم تصنيفه إلى طبقات. وهذا لأن النهاية قريبة لجميع الأشياء وجميع السموات والأرض ستصل إلى منتهاها. كيف يمكن للإنسان الهروب من نهاية وجوده؟
من "الحقيقة الكامنة وراء عمل الإخضاع (1)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
41. إن عمله النهائي لمعاقبة الشر ومكافأة الخير يتم بالكامل من أجل تنقية جميع البشر، حتى يتمكن من إحضار بشرية مقدسة بالكامل إلى راحة أبدية. هذه المرحلة من عمله هي أهم عمل له. إنها المرحلة الأخيرة من عمله التدبيري الكامل. إذا لم يهلك الله الأشرار، لكن تركهم للبقاء، فعندئذٍ ستظل البشرية كلها غير قادرة على دخول الراحة، ولن يكون الله قادرًا على الوصول بالبشرية كلها إلى عالم أفضل. هذا النوع من العمل لن ينتهي بالكامل. عندما ينهي عمله، ستكون البشرية كلها مقدسة بالتمام. بهذه الطريقة فقط يستطيع الله أن يعيش بسلام في راحة.
من "الله والإنسان سيدخلان الراحة معًا" في "الكلمة يظهر في الجسد"